٩٣)【أَفضَلُ المَسَاجِدُ】

75 15 0
                                    

أفضل المساجد

✔ أفضل المساجد هو المسجد الحرام الذي قال الله فيه:
{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا}

و قال ﷺ :
"صلاةٌ في مسجدي هذا أفضلُ مِنْ ألفِ صلاةٍ فيما سواه إلا المسجدَ الحرامَ، وصلاةٌ في المسجدِ الحرامِ أفضلُ مِنْ مائةِ ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ"

و تضعيف ثواب الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة فيما سواه فضل عظيم و قد استنبط بعض أهل العلم من هذا أنَّ من صلى خمس صلوات في المسجد الحرام كان كمن صلى فيما سواه -بست وخمسين سنة وخمسة أشهر تقريبًا-

و لكن هل التضعيف خاص بالمسجد الذي فيه الكعبة أو أنَّه يشمل جميع الحرم؟

اختلف العلماء في ذلك على قولين :

- القول الأول :
أنَّ التضعيف يشمل جميع الحرم و على ذلك فهو يشمل جميع مساجد مكة، بل جميع المساجد الداخلة في حدود الحرم واستدلوا بقوله تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا}
قالوا: و المشركون ممنوعون من الحرم كله و ليس فقط من المسجد

- القول الثاني :
أنَّ تضعيف الأجر خاص بالمسجد الذي فيه الكعبة فقط و لا يشمل ذلك جميع الحرم لقوله ﷺ :
"صَلَاةٌ فيه -أي في المسجد النبوي- أَفْضَلُ مِن أَلْفِ صَلَاةٍ فِيما سِوَاهُ، إِلَّا مَسْجِدَ الكَعْبَة"
فخص ذلك بمسجد الكعبة، فدلَّ على أنَّ تضعيف الصلاة في المسجد الحرام إنَّما يختص بمسجد الكعبة و لا يشمل جميع الحرم.

و هذا القول الأخير لعله هو الأقرب في هذه المسألة والله تعالى أعلم ، لأنَّ هذا الحديث هو كالصريح في هذه المسألة

و مما يدل لذلك أيضًا أنَّ النبي ﷺ قال:
"لا تُشَدُّ الرحالُ إلَّا إلى ثلاثةِ مساجدَ: المسجدِ الحرامِ، و مسجدي هذا و المسجدِ الأقصى"
و لو شدَّ أحد الرحل إلى مسجد من مساجد مكة غير مسجد الكعبة لعُدَّ فعله هذا منكرًا فإذا كان شَدُّ الرحل خاصًا بالمسجد الذي فيه الكعبة كان التضعيف خاصًا به أيضًا لأنَّه إنَّما جاز شدُّ الرحل من أجل هذا التضعيف ليدركه من شدَّ الرحل

👈 و لكن مع ذلك فإنَّ الصلاة في الحرم أفضل من الصلاة في الحل و يدل لذلك أنَّ النبي ﷺ لما كان بالحديبية إذا أراد أن يصلي دخل في حدود الحرم

👈 و هذا التضعيف للأجر لمن صلى في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة فيما سواه يشمل الفريضة و النافلة لعموم الحديث فإنّه ﷺ لم يقيّد ذلك بصلاة الفريضة

✔ و يلي المسجد الحرام في الفضل مسجد النبي ﷺ فإنَّ الصلاة فيه أفضل من الصلاة فيما سواه بألف صلاة سوى المسجد الحرام

✔ و يليه في الفضل الصلاة في بيت المقدس لقوله ﷺ :
"صلاةٌ في بيتِ المقدسِ أفضلُ ممَّا سواهُ مِنَ المساجدِ بخمسِمائةِ صلاةٍ"

✔ ثم يلي هذه المساجد الثلاثة في الفضل مسجد الحي الذي يقيم فيه الإنسان و ذلك لأنَّ الصلاة فيه تتحقق معها المصالح التي قصدها الشارع من حصول التواد والمحبة والإتلاف بين الجيران، وتواصلهم فيما بينهم و بهذا يُعلم أنَّ الصلاة في مسجد الحي الذي يقيم فيه الإنسان أفضل حتى في صلاة التراويح

✔ و يلي مسجد الحي في الفضل المسجد الأكثر جماعة و يدلُّ لذلك قوله ﷺ :
"صلاةَ الرجُلِ مع الرجُلِ أَزْكى مِن صلاتِه وحدَه، وصلاتَه مع الرجُلَينِ أَزْكى مِن صلاتِه مع الرجُلِ، وما كانوا أكثَرُ فهو أحَبُّ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ"
و عليه فإذا وُجد مسجدان أحدهما أكثر جماعة من الآخر فالأفضل الصلاة في المسجد الأكثر جماعة.

✔ ثم يليه في الفضل المسجد العتيق أي: القديم فالصلاة فيه أفضل من الصلاة في المسجد الجديد لأنَّ الطاعة فيه أقدم و عليه فإذا كان هناك مسجدان يتساويان في الجماعة لكن أحدهما عتيق و الآخر جديد فالصلاة في المسجد العتيق أفضل و قد استنبط بعض العلماء ذلك من قوله سبحانه
{لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ}
قال ابن كثير : فيه دليل على استحباب الصلاة في المساجد القديمة المؤسسة من أول بنائها على عبادة الله وحده لا شريك له و على استحباب الصلاة مع جماعة الصالحين والعبَّاد العاملين

【إِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.❀】حيث تعيش القصص. اكتشف الآن