【إِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.❀】

٢١)【الْمِيزَانُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ】

{وَ نَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}

الميزان يوم القيامة.

☆ هل هو ميزان حقيقي كما هو معروف الآن ؟!
الميزان عند أهل السنة ميزان حقيقي توزن به أعمال العباد ؛ قال ابن حجر : "أجمع أهل السنة على الإيمان بالميزان وأن أعمال العباد توزن به يوم القيامة".

☆ ما هو شكل هذا الميزان ؟!
قال ابن حجر : "الميزان له لسان و كفتان و يميل بالأعمال"

☆ و كيف توزن الحسنات و هي أشياء معنوية يستحيل وزنها ؟!
قال ابن عباس : "أن الله تعالى يقلب الأعراض أجساماً فيزنها".

☆ يقال أن المقصود بالميزان هو العدل فهل هذا صحيح ؟!
فسر أهل العلم الميزان بالعدل في مثل قوله تعالى : {وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَ وَضَعَ الْمِيزَانَ أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ}.

فالميزان في هذه الآية العدل أمر الله عباده أن يتعاملوا به فيما بينهم أما الميزان الذي ينصب في يوم القيامة فقد تواترت بذكره الأحاديث و أنه ميزان حقيقي وهو ظاهر القرآن
و قد استدل شيخ الإسلام على أن الميزان يوم القيامة غير العدل و أنه ميزان حقيقي توزن به الأعمال بما ورد من الكتاب والسنة،

مثل قوله تعالى: {فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} ، {وَ مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ}.
و قوله : {وَ نَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}.
و قال ﷺ : "كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم".
و قال ﷺ عن ساقي عبدالله بن مسعود : "لهما في الميزان أثقل من أحد".
و حديث البطاقة في الرجل الذي يؤتى به، فينشر له تسعة و تسعون سجلاً كل سجل منها مد البصر فيوضع في كفة و يؤتى ببطاقة فيها شهادة أن لا إله إلا الله. قال ﷺ : "فطاشت السجلات و ثقلت البطاقة"
و قال ﷺ : "إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة".
و قال ﷺ : "اقرؤوا إن شئتم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنًا".

و هذا و أمثاله مما يبين أن الأعمال توزن بموازين تبين بها رجحان الحسنات على السيئات و بالعكس فهو ما به يظهر العدل.

☆ هل هو ميزان واحد لكل الأعمال أم عدة موازين ؟!
قال تعالى : {َنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}
قال في شرح الطحاوية : "يحتمل أن تكون ثمة موازين متعددة توزن فيها الأعمال و يحتمل أن يكون المراد الموزونات جمع باعتبار تنوع الأعمال".

☆ ما حكم من ينكر الميزان يوم القيامة ؟!
قال تعالى : {فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون و من خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون}
و النبي ﷺ ذكر الميزان يوم القيامة فمن رد على النبي ﷺ فقد رد على الله عز وجل.

¤ و قد رد القرطبي على الذين أنكروا الميزان و أولوا النصوص الواردة فيه قائلاً : "قال علماؤنا : و لو جاز حمل الميزان على العدل لجاز حمل الصراط على الدين الحق، والجنة والنار على ما يرد على الأرواح دون الأجساد من الأحزان والأفراح، والشياطين والجن على الأخلاق المذمومة، والملائكة على القوى المحمودة، و هذا كله فاسد، لأنه رد لما جاء به الصادق ﷺ".

☆ لَست مُتخيلًا كيف ستوزن الأعمال ؟!
أما كيفية تلك الموازين فهو بمنزلة كيفية سائر ما أخبرنا به ﷺ من الغيب.

☆ متى توزن الأعمال ؟!
وزن الأعمال من مواقف يوم القيامة المشهودة ؛
قال العلماء : "إذا انقضى الحساب كان بعده وزن الأعمال لأن الوزن للجزاء فينبغي أن يكون بعد المحاسبة فإن المحاسبة لتقرير الأعمال و الوزن لإظهار مقاديرها ليكون الجزاء بحسبها".

☆ هل كل أعمال بني آدم توزن ؟!
نعم مهما صغرت ؛ إلا ثلاثة أعمال ليس لها موازين 'لعظمتها'

١ - العفو عن الناس :
قال تعالى : {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}.

٢ - الصبر :
قال تعالى : {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}.

٣ - الصيام :
قال تعالى في الحديث القدسي : {إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ . . .}

☆ و هل كل الناس توزن أعمالهم ؟!
لا ؛ الوزن لا يكون في حق كل أحد ؛ ذلك أن الله يدخل الجنة من يشاء من عباده من غير حساب فلا وزن عليهم إذًا.

-💛
🌹 ندعو الله أن نكون جميعًا منهم.