١٠١)【نَمَطُ العُزلَةُ】

109 18 1
                                    

📚 نمط العُزلة

الأشخاص الذين يفضلون العزلة introverts ليسوا معقدين كما قد يعتقد البعض ، ميلهم للعزلة ليس بسبب عقدة طفولة أو صدمة عاطفية أو أي شيء ، هم يحملون نمطًا شائعًا من أنماط الشخصية تتراوح نسبة وجوده بين 25 - 40 % بين الناس

لكن كثيرًا من هؤلاء يضطرون لإخفاء ذلك و التظاهر بعكسه بسبب ضغوطات اجتماعية لا تؤمن إلا بقالب واحد للشخصية و هو قالب الشخصية المنفتحة extroverts التي ترغب في التواصل مع الجميع طيلة الوقت

سبب الميل إلى العزلة أو الاختلاط يعود غالبًا إلى علاقتنا مع مواد كيميائية في أدمغتنا ،
فأصحاب الميل الانعزالي شديدوا التحسس لمادة الدوبامين فالقليل منها يكفيهم للشعور بالتحفيز و أي كمية إضافية منها ستؤدي إلى إرهاقهم
بينما الأشخاص الذين يميلون إلى الاختلاط يحفزهم المزيد من الدوبامين و يمدهم بطاقة إضافية..

في داخل كل منا الميلان العُزلة و الإختلاط لكن أحد الميلين يتغلب على الآخر

الميلان طبيعيان تمامًا فلا داعي لإجبار أحد على قالب سواه

المجتمع العربي له هذه الخصوصية و هناك ضغوط عجيبة و تبجيل للأشخاص الاجتماعيين و الكثير يعتقد أن القالب الانفتاحي هو الطبيعي أما خلافه فضعيف او معقد او مغرور

في حين أن كتاب "قوة الإنطوائيين في عالم لا يتوقف عن الكلام" تأليف "سوزان كين" أوضحت فيه زيف المعتقدات الشائعة حول الإنطوائيين و كشفت عن الجوانب الايجابية و نقاط القوة التي تجعل من هذه الشخصية إستثنائية و مميزة

قال ابن عثيمين رحمه الله :
"العزلة خير إذا كان في الخلطة شر أما إذا لم يكن في الخلطة شر فالاختلاط بالناس أفضل"

قال الصنعاني :
"و العزلة و الاختلاط تختلف باختلاف الأشخاص و الأزمان و الأمكنة"
 
قال عمر بن الخطاب :
"اعتزل ما يؤذيك و عليك بالخليل الصالح و قلّما تجده"

قال ابن عبد البر :
"و ربِّ صرم جميل خير من مخالطة مؤذية"

في سورة مريم قال ابراهيم عليه السلام لقومه
{و أَعـتَزِلُكـم}
فقال الله :
{فلما اعتزلهم.....وهبنا لهُ}

الاعتزال والترك من الفلسفات الناجحة جدًا في العلاقات العقيمة التي لا تثمر إلا إرهاقًا و تعبًا على المستوى الروحي والنفسي أو الاجتماعي

يقول السعدي :
"من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه"

اترك و اعتزل و غادر و ارحل
عن كل ما يؤذيك
تسعد و تنجح و تفلح
و السلام 🌸 .....

【إِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.❀】حيث تعيش القصص. اكتشف الآن