٩٧)【لِيْ رَبٌ لَا يَعرفُ المُستَحِيلَ】

90 16 0
                                    


{فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ و َهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ}

✓ لو أن الله قال
"فنادته الملائكةُ أن الله يبشرك"
كان المعنى سيكون تامًا كاملًا و الفكرة قد وصلت..

-اذًا ما سبب الجملة الإعتراضية الحاليّة هذه
{و هو قائم يصلي في المِحراب}
ما الفائدة منها؟

👈 من يعرف قصة سيدنا زكريا سيدرك جيدًا إن فكرة انجابه لطفل كان رابع المستحيلات في مقاييس البشر و هذا بسبب أمرين مُهمين جدًا :

١- لإن زوجته عاقِر لا تُنجِب.
2- لإنه كان فد كَبَر جدًا في السن و شاب شعر رأسه

هذا الموقف بالطرح القُرآني المُتميز فيه رسالتين مُهمتين جدًا :

(١) إن من يعرف الله حق المعرفة يعرف ان الله لا يستحيل عليه شيء

سيدنا زكريا بنفسه عندما بشرته الملائكة لم يصدق  و كان جوابُه:
"أنى يكونُ لي ولدٌ وقد بَلغنيَ الكِبَرُ وامرأتي عاقِر؟"
كإنه كأنه يقول انه من المستحيل ان يحصل

!
لكن كان جواب الله لسؤاله:
{كذلِك الله يفعلُ ما يشاء ، إذا قضى أمرًا فإنما يقولُ لهُ كُن فيكون}

و انها لرسالة لصاحب الهم ، والأُمنيات الصعبة ، و الأحلام المُستحيلة ، والواقع الضبابي المُعتِم عنوانها :
"كُن مع الله حيثُ لا مستحيلات
كن مع اللهِ تتحققُ الأمنياتُ و تُفتخ الأقفالُ بلا مفاتيح"

(٢) {لا يُنالُ ما عِندَ اللهِ إلا بِطاعتهِ}
و هذا يتحقق عندما يتجذَّر في قلبك المعنى الأول، و تعرف إن الله قادر على حل كل مشكلاتك و تذليل كل صعوباتك في جزء من الثانية..فتحاول ان ترضيه بشتى السُّبُل !

تمامًا مثل ان يكون لدبك مصلحة عند احد الاشخاص، فتبدأ بالتودد اليه وملاطفته ومحاولة ارضائه في سبيل قيامه بمصلحتك .. ولله المثل الاعلى طبعًا.

لذلك من المهم جدًا ان تعرف ان الله حقق لزكريا عليه السلام المُستحيل مع انتقاء الأسباب ،

فالله يُعطي بالأسباب
و بغير الأسباب
و بعكس الأسباب

لكن الأهم ان تعرف إن البُشرى جاءت و هو قائم يُصلي في المِحراب !

فيا صاحب الألام قِف و صلِّ في المحراب..
و يا صاحب الأمنيات تضرع للرب في المحراب
و يا من تريد نجاحًا و فلاحًا عليكَ بالمحراب

و إياك ثم إياك أن تقول للناسِ:
"لي هَمٌّ كبير"
و لكن قُل:
"يا هَمُّ ، لي ربٌّ لا يعرفُ المُستحيل"

【إِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.❀】حيث تعيش القصص. اكتشف الآن