٢٥)【يَوْمُ عَاشُوْرَاءِ】

272 22 5
                                    


🌹 كل ما تريد معرفته عن عاشوراء.

"شهر الله المحرم"
زمان شريف و شهر حرام، فلا يفوتك فيه ما مِن قبل فات لا يضيع منه ما ضاع مِن حقوق ؛ فيه يوم عاشوراء يكفِّر السنة الماضية

🌹 انظر إلى قوله ﷺ :
"وَ صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ"
و ارجع البصر في ذلك التعبير :
"أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ"

ألا ترى في لفظه ﷺ (عَلَى) رفعةَ مقامِه و علو منزلتِه، فإنه لفظ يُشعر بالإيجاب، أي بإيجاب ذلك الاحتساب، و ليس كذلك و إنما هو الوثوق فيما له عند الله -تعالى والطمأنينة لصدق وعده له فأنت ترى طمعه المؤكد ﷺ فيما عند ربه، و رجاءه الموثَّق في عطائه، وقد توسل بكل ذلك لمصلحة أمته؛

أفلا تستشعر رحمته و حبه ؟!
أوَ لا تجد تلك الخيرات تحملك إلى متابعته ؟! إلى القيام بحقه ؟!
فاللهم صلِّ على محمد، وأنزله المقعد المقرب منك يوم القيامة.

🌹 و انظر إلى قوله ﷺ مخاطبًا اليهود في صوم عاشوراء
"نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ فَأَمَرَ بِصَوْمِهِ"

فإنك لتجد عزة تسري في نفسك قد خالطتها بشاشة و سكينة لمَّا جمعك مع رسول الله ضمير واحد هو ﷺ من ضمَّك إليه صيَّرك معه في لفظ واحد و كأنه اللواء لواء استحقاق و أهلية؛ لولاية رسول كريم مِن أولي العزم، فنحن أولى بالكليم -عليه السلام-، فما أشرفَ ما أٌعطيتَ ؟! و ما أعزَّ ما وُليتَ ؟!

🌹 و يؤكد ذلك لفظه ﷺ
"فَصُومُوهُ أَنْتُمْ"

فذاك تشريف في قالب تكليف،
و في ذلك مشهد الاستبدال فقوله: (فَصُومُوهُ أَنْتُمْ) إعلان باستبدالكم بهم و استعمال لكم و هي سُنة في المكلفين جارية ؛ فإن لم تقم بحق ما ولاك ربك استبدل بك و استعمل على ذات الموضع غيرك فلا محاباة في ذلك و لا مجاملة.

🌹 و مِن المعاني كذلك ما قاله ﷺ
"لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ"

مخالفة لليهود إذ كانوا يصومون العاشر فإنه ﷺ لم يزل حريصًا على استقلالية أمته فيسد كل ذريعة يمكن أن يتخفى مِن ورائها انحلال ذلك أو يتسلل تميع فيه، فلا مشابهة أو تقارب، بل فصل تام، فلهم دينهم ولنا دين، فالأمر بمخالفة أهل الكتاب في سنة جزئية كصوم عاشوراء أغلق أبواب شر الانزلاق إلى تصور خاطئ قد يقع فيه بعض الناس، فيتوهمون بيننا وبينهم اللقاء أو التقارب، بل ما كان صوم عاشوراء إلا بأحقيتنا بموسى منهم ليقوم في القلب بذلك شاهد عقد الولاء والبراء ولاؤه لأهل الإسلام لأهل الدين والملة و ليتأكد في القلب براءته مِن أهل الكفر بل مِن أفعالهم و سائر شأنهم ليتخلص القلب مِن كل ما خالف دين الصدق و ملة الحق ، فلا لقاء أو مشابهة ؛ فإنه من تشبه بقوم فهو منهم.

【إِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.❀】حيث تعيش القصص. اكتشف الآن