٩٨)【بُؤسُ الوِحدَةُ وَعِبءُ الصُحبَةُ】

99 15 0
                                    


تكملة للمقال السابق لكن من نظرة مُختلفة

بؤس الوِحدةِ و عِبء الصُّحبة

وقف زكريا عليه السلام في محرابه يتضرع للرب الجليل و يناشده ، فالوِِحدة كانت من أكبر ابتلاءاته ، لقد طعن في السن و بلغ من الكبر عتيًا يريد أنيسًا يسكُن إليه و صديقًا يشاركه أعباء الحياةِ و يصور القرآن المشهد قائلًا { و زكريا إذ نادى ربه ربِّ لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين }

استمرت معاناة زكريا و دعاؤه سنين ثِقال فالوحدة شعورٌ قتَّال ينخِر جدار الروح و يتردد صداه في خِواء النفس بفعل الفراغ المُميت الذي يسلب الحياة بهجتها .

يشاء ربنا الرحيم أن يتدخل بحلٍّ مُعجزٍ ليُنفسَ عن عبده الصالح زكريا ما أكرَبهُ فتأتيه البشرى و هو في المحراب متضرعًا

١-صلاح زوجته له.

٢. منحه يحيى ولدًا
{ فاستجبنا له ووهبنا له يحي وأصلحنا له زوجه }

أي جعلنا زوجته صالحة في أخلاقها و صالحة للحمل و الولادة بعد أن كانت عاقرًا

ما أريدك أن تركز عليه هو آلية طرح الحل من الله ، فكيف يكون صلاح الزوجة حلٌ لمشكلة زكريا و ما يُكابده من وحدة؟

يفيد ذلك أن زكريا كان يعاني من زوجته كما كان يعاني من عدم وجود الولد فمن أسباب إحساسه بالوحدة أن زوجته لم تكن حسنة الخلُق كما قال بعض أهل التفسير فلم يكن يأنس بها ، و لم يكن يسكن إليها .

تكاشفنا الآية بحقيقة أن الصحب ليس بكثرة العدد و علاقة وحيدة صحيَّة تغنيك عن ملئ الأرض من الناس 

كما تكاشفنا الآية بحقيقة أخرى أن ثمة علاقات سامَّةٍ toxic relationships
قد تكون علاقة زوجية أو
شراكة تجارية أو زمالة في العمل ، من شأنِها أن تعزز من شعور الوحدة لديك و لا تُزيله ، بل تزيد الأعباء على كاهلك ، و تضاعف المعاناة لديك فلا تستطيع أن تتصرف كوحيد ،

و لا أنت بالذي يأنسُ بقرينه .

ما الحل ؟ عليك بالمحراب

قم في محرابك و انتظر...

【إِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.❀】حيث تعيش القصص. اكتشف الآن