【إِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.❀】

١١٥)【مَاذَا بَعدَ الحَجِ】

📚 ماذا بعد الحج ؟

قال ﷺ :
"من حج فلم يرفث و لم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه"

أي رجع بلا ذنب و هذا معناه أن الحج يُكفر الصغائر
و اختلف العلماء في تكفير الكبائر

قال الترمذي :
يقصد تكفير المعاصي المتعلقة بحقوق الله و لا تسقط الحقوق عن العبد لأنها حقوق لا ذنوب

رجل أفطر شهر رمضان عمدًا دون عذر ثم سافر للحج

رجل لم يُخرج زكاة ماله لسنة مضت بُخلًا ثم سافر للحج

رجل عليه نذر و لم يوفِ به و سافر للحج

فالحج المبرور
أسقط عن الأول إثم الإفطار في شهر رمضان و بقي عليه بعد الحج قضاء الصيام لأنه حق الله

و أسقط عن الثاني إثم تأخير إخراج الزكاة و بقي عليه بعد الحج إخراج الزكاة لأنها حق الله

و أسقط عن الأخير إثم التهاون في الوفاء بالنذر و بقي عليه بعد الحج الوفاء بالنذر لأنه حق الله

فالحج المبرور يُسقط إثم المخالفة لا الحقوق

قال العلامة العز بن عبدالسلام :
الحج لا يُسقط حق الله و لا حقوق الآدميين و لو أفتى أحد بأن الحج يُسقط شيئاً من حقوق الله لاجترأ العصاة على أن يتركوا كل حق من حقوق الله
و كذلك الحج لا يُسقط حقوق الناس إلا :
بأدائها إلى أصحابها أو
تنازلهم عنها ومسامحتهم بها

فالذي يأكل حقوق الناس ثم يحج و يظن براءة ذمته من المعصية يكن مخطئًا

إذًا فما معنى قول النبي ﷺ :
الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ؟

المبرور : أي المتقبل

قال القرطبي :
ويكون مبرورًا بشروط :

أن يكون من مال حلال

أن يكون بعد توبة و قضاء الحقوق لأصحابها

أن يكون خالصًا لله

أن يكون خاليًا من المعاصي أثناء أدائه و بعده

أن يكون صابرًا على أذى الناس و الرفقاء

أن يرجع صاحبه زاهدًا في الدنيا راغبًا في الآخرة

رزقنا الله و إياكم حجًا مبرورًا