٦٩)【أَهلُ مَكّةُ وَ الإمتهَانِ】

104 16 2
                                    


🔸{ و َمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم }
سورة الحج

مجرد ( إرادة ) المعصية في الحرم موجب للعذاب و إن كان الأصل أن المعصية لا يُعاقب العبد عليها إلا بعد أن يعملها
+ الشيخ السعدي + رحمه الله

واجب أهل مكة شكر الله بامتثال أمره و اجتناب نهيه و لهذا إذا كثرت المعاصي في الحرم فالخطر على أهل مكة أكثر من الخطر على غيرهم
+ ابن عثيمين +

َ قَال ﷺ :
" يُخَرِّبُ الكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الحَبَشَةِ "

يقول الشيخ ابن عثيمين :
( يُخرب الكعبة ) : أي يهدمها
( ذو السويقتين ) : تصغير ساقين ، رجل له ساق ضعيفة
( من الحبشة ) : أصل هذا الرجل أنه من الحبشة و معه جنوده ينقضها حجرًا حجرًا، كل واحد منهم يمد الحجر لصاحبه حتى يرميه في البحر فهم جنود كثيرون يمدون الأحجار من مكة إلى جدة .

فإن قال قائل :
" كيف يُمكن الله هؤلاء من نقض الكعبة حجرًا حجرًا و لم يُمكن أصحاب الفيل من هدمها ؟ "
فالجواب : لأن الله يعلم أنها ستُعمر و سيُبعث من هذا المكان نبي الإسلام و تُحج و تُعظم فلذلك حماها الله من أبرهة

و يكمل الشيخ ابن عثيمين :
أما تسليط ذي السويقتين فلأن أهل مكة يمتهنونها و لا يبقى في قلوبهم حُرمة لها و يكون الحج إليها كالحج إلى الآثار لا لعبادة الرحمن ، فإذا وصلت الحال بهذا البيت المعظم إلى هذه الإهانة صار بقاؤه بينهم إهانة له فسُلط عليه ذو السويقتين .

كما في آخر الزمان القرآن الكريم إذا أعرض الناس عنه إعراضًا كليًا نُزع من المصاحف و الصدور و أصبح الناس و ليس في المصاحف حرف من القرآن و ليس في الصدور حرف من القرآن ، لماذا ؟

لأنهم امتهنوه و هو أعظم من أن يبقى بين قوم يمتهنونه

【إِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.❀】حيث تعيش القصص. اكتشف الآن