١٧)【وَ بَشَرُ الصَّابِرِينٌَ】

388 44 5
                                    

ﻛﻨﺖ ﺃﺗﺴﺎﺀﻝ ...

● ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺳﻜﺖ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻘﻤﻴﺺ ﻳﻮﺳﻒ ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻡ ﻛﺬﺏ ؟!
ﺧﺼﻮﺻًا و أنه ﻟﻢ ﻳﺼﺪﻗﻬﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻘﻤﻴﺺ سليمًا ﺩﻭﻥ ﺗﻤﺰﻳﻖ :
{ ﺑﻞ ﺳﻮﻟﺖ ﻟﻜﻢ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﺃﻣﺮًا }.

● ﻭ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻟﻴﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺃﻱ ﺃﺏ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ؟!
● ﺑﻞ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺠﺒﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﻤﺎ ﻓﻌﻠﻮﻩ ﺑﺄﺧﻴﻬﻢ ؟!

● ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻷﺻﻌﺐ :
{ ﻓﺼﺒﺮ ﺟﻤﻴﻞ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺼﻔﻮﻥ }.

ﺛﻢ ﻋﺠﺒﺖ ﻣﻦ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺟﻮﺍﺑﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻃﻮﻳلة، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺑﻨﺎﺅﻩ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ، ﻭﻗﺪ ﻧﻘﺺ ﻋﺪﺩﻫﻢ ﺍﺛﻨﻴﻦ، ﻭ ﻫﻤﺎ ﺍﻷﺥ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺒﺴﻪ ﻋﻨﺪﻩ ﻳﻮﺳﻒ، ﻭﺍﻷﺥ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ خجلًا ﻣﻦ ﺃﺑﻴﻪ.
ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ :
{ ﺑﻞ ﺳﻮﻟﺖ ﻟﻜﻢ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﺃﻣﺮﺍ ﻓﺼﺒﺮ ﺟﻤﻴﻞ }.

👈 و ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻲ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻳﻘﻴﻦ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺻﺒﺮﻩ ...
{ ﻋﺴﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻴﻨﻲ ﺑﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ }.
● ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻜﺎﺷﻒ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻩ ﻣﻜﺘﻔﻴﺎ ﺑﺘﻮﻛﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ :
{ ﺇﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ }.

🌹 ﻋﺠﺒﺖ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺇﺻﺮﺍﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻤﺎﻥ ﺃﻟﻤﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ :
{ ﻭ تولى ﻋﻨﻬﻢ }.
ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻄﺎﻟﺒﻬﻢ ﺑﺎﻹﻓﺼﺎﺡ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ :
{ و ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺃﺳﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﺍﺑﻴﻀﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻓﻬﻮ ﻛﻈﻴﻢ }.
● ﻭﺃﻭﻻﺩﻩ يَعجبون ﻣﻦ ﺻﺒﺮﻩ ﻭﻃﻮﻝ ﺃﻣﻠﻪ، ﻓﻴﺘﺴﺎﺀﻟﻮﻥ :
{ ﺗﺎﻟﻠﻪ ﺗﻔﺘﺄ ﺗﺬﻛﺮ ﻳﻮﺳﻒ }،
ﺣﺘﻰ ﺗﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺰﻥ ؟!
● ﻓﻴﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ :
{ ﺇﻧﻤﺎ ﺃﺷﻜﻮ ﺑﺜﻲ ﻭﺣﺰﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ }.

🌹 ﺃﺩﺭﻛﺖُ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﻭﺣﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻠﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﺴﻜﻮﺕ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ، ﻓﻜﺘﻢ ﻫﻤﻪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻃﻮﺍﻝ، ﺣﺘﻰ ﻓﻘﺪ ﺑﺼﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺸﻜﻮ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺑﻜﻠﻤﺔ.

🌹 ﺃﺩﺭﻛﺖُ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﺍﺑﻨﻪ ﻳﻮﺳﻒ ﻗﺪ ﺃﻭﺣﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻨذ ﺃﻥ ﺟﻌﻠﻮﻩ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﺠﺐ، ﻓﻌﻠﻢ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺃﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻜﻴﺪﺓ ﺣﻜﻤﺔ ﺇﻟﻬﻴﺔ، ﻭﺃﻧﻪ ﺳﻴﺄﺗﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻔﺬ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻮﻋﺪ :
{ ﻟﺘﻨﺒﺄﻧﻬﻢ ﺑﺄﻣﺮﻫﻢ ﻫﺬﺍ ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ }.

【إِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.❀】حيث تعيش القصص. اكتشف الآن