∴━━━✿━━━∴
📚 *هَكَذَا تُصْنَعُ القَوَانِينُ *
∴━━━✿━━━∴"١"
عَمَّرَ بِنْ الخُطَّابَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ المَعْرُوفَ بِشِدَّتِهِ وَ قُوَّةِ بَأْسِهِ كَانَ يُعِدُّ مَوَائِدَ الطَّعَامِ لِلنَّاسِ فِي المَدِينَةِ فَرَأَى رَجُلًا يَأْكُلُ بِشَمَالِهِ
فَجَاءَهُ مِنْ خَلْفِهُ وَ قَالَ: يَا عَبْدالله كُلٌّ بِيَمِينِكَ.
فَأُجَابِهُ الرَّجُلَ: يَا عَبْدالله إِنَّهَا مَشْغُولَةٌ.
فَكَرَّرَ عَمْر القَوْلَ مَرَّتَيْنِ فَأُجَابِهُ الرَّجُلَ بِنَفْسِ الإِجَابَةُ.!!
فَقَالَ لَهُ عُمْرٌ: وَ مَا شَغِّلْهَا ؟!
فَأُجَابِهُ الرَّجُلَ: أُصِيبَتْ يَوْمَ مُؤتَة فَعَجَزَتْ عَنْ الحَرَكَةِ.!!
فَجَلَسَ إِلَيْهُ عَمْر وَ بَكَى وَ هُوَ يَسْأَلُهُ: مَنْ يُوَضِّئُكَ ؟! وَ مَنْ يَغْسِلُ لَكَ ثِيَابَكِ ؟! وَ مَنْ يَغْسِلُ لَكَ رَأْسَكَ ؟! وَمِنْ., وَمِنْ., وَ مِنْ. ؟!
وَ مَعَ كُلِّ سُؤَالٍ يَنْهَمِرُ دَمْعُهُ. ثُمَّ أَمَرُّ لَهُ بِخَادِمٍ وَ رَاحِلَةٌ وَ طَعَامٌ وَ هُوَ يَرْجُوهُ العَفْوَ عَنْهُ لِأَنَّهُ آلَمَهُ بِمُلَاحَظَتِهِ عَلَى أَمَرَّ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ أَنَّهُ لَا حِيلَةً لَهُ فِيهَا.!!
"٢"
📚 الفاروق ذَاتُهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُوَاصِلُ التَّجْوَالُ المَسَائِيُّ مُتفقِدًا وَ لَيْسَ مُتلصِصًا وَ إِذْ بِطِفْلٍ يُصَدِّرُ أَنِينًا
فَيَقْتَرِبُ مِنْ الدَّارِ وَ يَسْأَلُ عَمَّا بِهِ ؟!
فَتُرِدْ أُمُّ الطِّفْلَةِ: (إِنَّي أفطمه يَا أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ)
حَدَثٌ طَبِيعِيٌّ أُمٌّ تَفْطِمُ طِفْلُهَا وَ لِذَا يُصَرِّخُ وَ لَكِنَّ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ لَا يَمْضِي إِلَى حَالِ سَبِيلِهِ; بَلْ يُحَاوِرُ أُمَّ الطِّفْلِ وَ يَكْتَشِفُ أَنَّ الأُمَّ فَطَمَتْ طِفْلُهَا قَبْلَ مَوْعِدِ الفطام لِحَاجَتِهَا لِمِائَةِ دِرْهَمٍ كَانَ يَصْرِفُهَا بَيْتُ مَالِ المُسْلِمِينَ لِكُلِّ طِفْلٍ بَعْدَ الفطام.
يَرْجِعُ الفاروق إِلَى مَنْزِلِهِ لَا لِيَنَامَ إِذْ أَنِينُ الطِّفْلُ لَمْ يُبَارِحْ عَقْلَهُ وَ قَلَّبَهُ فَيُصَدِّرُ أَمْرًا (بِصَرْفِ المِائَةِ دِرْهَمٌ لِلطِّفْلِ مُنْذُ الوِلَادَةِ وَ لَيْسَ بَعْدُ الفطام).
وَ يُصْبِحُ الأَمْرُ قَانُونًا يَحْفَظُ حُقُوقَ الأَطْفَالِ وَ يَحْمِيهُمْ مِنْ مَخَاطِرِ الفطام المُبَكرِّرُ...
وَ هَكَذَا تَشَكَّلَ (قَانُونُ الطِّفْلِ)"٣"
📚 وَ كَانَ الفاروق يُحِبُّ أَخَاهُ زَيْدًا, وَ كَانَ زَيْدٌ قَدْ قُتِلَ فِي حُرُوبِ الرَّدَّةِ. يَلْتَقِي الفاروق وَجْهًا لِوَجْهٍ بِقَاتِلِ زَيْدٍ وَ كَانَ قَدْ أَسْلَمَ وَ صَارَ فَرْدًا فِي رَعِيَّتِهِ.
يُخَاطِبُهُ الفاروق غَاضِبًا: (وَاللهِ إِنَّي لَا أُحِبُّكِ حَتَّى تُحِبُّ الأَرْضَ الدَّمُ المسفوح)
فَيَسْأَلُهُ الإِعْرَابِيُّ متوجسًا: (وَ هَلْ سَيُنَقِّصُ ذَاكَ مِنْ حُقُوقِي يَا أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ).!!
وَ يُطَمْئِنُهُ أَمِيرُ المُؤَمِّنِينَ: لَا
فَيُغَادِرُهُ الإِعْرَابِيُّ بِمُنْتَهَى اللَّامُبَالَاَةِ قَائِلًا: (إِنَّمَا تأسى عَلَى الحُبِّ النِّسَاءُ)
👈أي مَالِي أَنَا وَ حُبَكٌ إِذْ لَيْسَ بَيْنَي وَ بِيَنِكَ غَيْرِ (الحُقُوقُ وَ الوَاجِبَاتُ)!!لَمْ يَغْضَبْ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ وَ لَمْ يَزُجَّ بِهِ فِي السِّجْنِ بَلْ كَظَمَ غَضَبُهُ عَلَى جُرْأَةٍ الإِعْرَابِيَّ وَ سُخْرِيَّتِهِ وَ وَاصَلَ التَّجْوَالَ.!!
لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ إِلَّا إِيمَانًا بِحَقٍّ هَذَا الإِعْرَابِيُّ فِي التَّعْبِيرِ وَ بِكُظُمِ الغَضَبِ وَ هُوَ فِي قِمَّةِ السُّلْطَةِ وَ بِفَضْلٍ شَجَاعَةٌ هَذَا الإِعْرَابِيُّ تَشَكَّلَ فِي المُجْتَمَعِقَانُونٌ: (حُرِّيَّةُ التَّعْبِيرِ).
"٤"
📚 ثُمَّ اِمْرَأَةٌ كَانَتْ تِلْكَ الَّتِي جَرَدَتْهُ ذَاتُ جَمَعَةٍ مِنْ لَقَّبَ أَمِيرٌ المُؤَمِّنِينَ
حِينَ قَالَتْ: (أَخْطَأْتُ يَا عَمَّرَ)
وَ كَانَتْ هَذِهِ بِمَثَابَةِ نُقْطَةٍ نِظَامَ اِمْرَأَةٍ مِنْ عَامَّةِ النَّاسِ تَرَفُّضَ قَانُونِ المُهْرِ الَّذِي صَاغَةٌ الفاروق عَمْر.!!
لَمْ يُكَابِرْ أَمِيرٌ المُؤَمِّنِينَ وَ لَمْ يَزُجَّ بِالمَرْأَةِ فِي السُّجُونِ وَ لَمْ يَأْمُرْ بِجِلْدِهَا
بَلْ اِعْتَرَفَ بِالخَطَأِ بِالنَّصِّ الصَّرِيح: (أَخْطَأَ عَمْر وَ أَصَابَتْ اِمْرَأَةٌ)ثُمَّ سَحْبُ قَانُونِهِ وَ تَرْكٍ لِلمُجْتَمِعِ أَمَرِّ تَحْدِيدِ المُهُورِ حَسَبَ الاِسْتِطَاعَةِ
-💛
لَمْ تَتَغَيَّرْ الحَيَاةُ.
وَ لَكِنَّ لَيْسَ فِي القَوْمِ. (عُمْرٌ)
أنت تقرأ
【إِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.❀】
Spiritual- قُلْتُ لِشَجَرَةِ اللَّوْزِ حَدِّثِينِي عَنْ اللهِ؛ - فَأَثْمَرْتَ. !!