١١٨)【السَمَرَ بَعدَ صَلاةِ العِشَاءِ】

119 17 3
                                    

السمر بعد صلاة العشاء

عَنْ أَبِي بَرْزَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله ﷺَ كَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَ الْعِشَاءِ وَ الْحَدِيثَ بَعْدَهَا .
متفق عليه

قال النووي :

وَاتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى كَرَاهَة الْحَدِيث بَعْد العشاء

و قال الحافظ ابن رجب :

و متى كان السمر بلغو و رفث و هجاء ، فإنه مكروه بغير شك

قال النووي :

و َسَبَب كَرَاهَة الْحَدِيث بَعْدهَا أَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى السَّهَر وَ يُخَاف مِنْهُ غَلَبَة النَّوْم عَنْ قِيَام اللَّيْل أَوْ عَنْ صَلَاة الصُّبْح فِي وَقْتهَا أو سَبَب لِلْكَسَلِ فِي النَّهَار عَمَّا يَتَوَجَّه مِنْ حُقُوق الدِّين وَ مصالح الدنيا

وهذا هو الهدي النبوي ، فعن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ :

مَا نَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺَ قَبْلَ الْعِشَاءِ وَ لَا سَمَرَ بَعْدَهَا

وَ كَانَ عُمَر بْن الْخَطَّابِ يَضْرِب النَّاس عَلَى ذَلِكَ و َيَقُول :

أَسَمَرًا أَوَّلَ اللَّيْل و َنَوْمًا آخِرَهُ ؟

و يستثنى من الكراهة ما إذا وجدت الحاجة للسهر أو كانت فيه مصلحة راجحة لقوله ﷺَ :

لَا سَمَرَ إِلَّا لِأَحَدِ رَجُلَيْنِ : لِمُصَلٍّ ، أَوْ مُسَافِرٍ

و ذلك لأن المسافر قد يحتاج إلى مواصلة السفر ليلاً ، فأبيح له ذلك و المصلي يسمر في طاعة الله .

قَالَ الْعُلَمَاء :

وَالْمَكْرُوه مِنْ الْحَدِيث بَعْد الْعِشَاء هُوَ مَا كَانَ فِي الْأُمُور الَّتِي لَا مَصْلَحَة فِيهَا أَمَّا مَا فِيهِ مَصْلَحَة و َخَيْر فَلَا كَرَاهَة فِيهِ و َذَلِكَ كَمُدَارَسَةِ الْعِلْم وَ مُحَادَثَة الضَّيْف  و َمُحَادَثَة الرَّجُل أَهْله وَأَوْلَاده لِلْمُلَاطَفَةِ وَ الْحَدِيث فِي الْإِصْلَاح بَيْن النَّاس و َالْأَمْر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَنْ الْمُنْكَر ، فَكُلُّ هَذَا لَا كَرَاهَة فِيهِ

و تأمل كلام الامام المُروزي :

*إنما نهى ﷺَ عن السمر بعد العشاء لأن مصلي العشاء قد كُفرت ذنوبه بصلاة العشاء  و خوفاً ان يكون في كلامه بعدها ما يدُنس نفسه بالذنب بعد الطهارة و كان الصحابة يحبون أن ينام الرجل سالمًا

يقول سفيان بن عيينة :

تكلمت بشىء بعد العشاء فقلت : ما ينبغي أن أنام على هذا فقمت فتوضأت و صليت ركعتين و استغفرت

فكيف بحالنا الآن بعد صلاة العشاء و السمر -- فيما لا فائدة منه- مع الأصحاب في محادثات تليفونية أو واتسية تتخللها غيبة و نميمة فينام الرجل على ذنوب و هو لا يدري ربما لا يكون بعد النومة قومة ولذلك

كان من دعائه ﷺ عند النوم :
بإسمك ربي وضعت جنبي و بك أرفعه *إن أمسكت نفسي فارحمها* و إن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين

*نسأل الله العفو و العافية*

【إِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.❀】حيث تعيش القصص. اكتشف الآن