٥١)【سُوءُ الظَنُّ بِالنَاسِ】

148 18 3
                                    


📚 سوء الظن بالناس

هو خُلق ذميم يغلب على البعض و ربما ظنوه نوعًا من الفطنة وضربًا من النباهة

فالشخص سيئ الظن يظن بالناس السوء و يراهم من حيث ما تخرج به نفسه ؛ أما المؤمن فإنه ينظر للناس بعين صالحة و نفس طيبة يبحث لهم عن الأعذار و يظن بهم الخير

قال تعالى : { وَإِن الظن لَا يُغْنِي مِنَ الْحَق شَيْئا }
فلا يجوز لإنسان أن يسيء الظن بالآخرين لمجرد التهمة أو التحليل لموقف فإن هذا عين الكذب ؛
قال ﷺ : " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث "

و قد نهى سبحانه عباده المؤمنين من إساءة الظن بإخوانهم فقال :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ }

حكى القرطبي عن أكثر العلماء : أن الظن القبيح بمن ظاهره الخير لا يجوز و أنه لا حرج في الظن القبيح بمن ظاهره القبيح
فحسن الظن راحة للفؤاد و طمأنينة للنفس

قال عمر بن الخطاب :
" لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا و أنت تجد لها في الخير محملًا "

قال ابن سيرين :
" إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا فإن لم تجد فقل : لعلّ له عذرًا لا أعرفه "

و انظر إلى الإمام الشافعي رحمه الله حين مرض و أتاه بعض إخوانه يعوده فقال للشافعي :
" قوى الله ضعفك " (أراد ان يدعو له فاخطأ)
فرد الشافعي : " لو قوى ضعفي لقتلني " ،
فأعتذر الرجل و قال : " والله ما أردت إلا الخير " ؛
فقال الإمام : " أنا أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير "

فهكذا تكون الأخوة الحقيقية إحسان الظن بالناس حتى فيما يظهر أنه لا يحتمل وجهًا من أوجه الخير .

إن إحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك خاصةً و أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم و لا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين

-💛
اللهم ارزقنا قلوبًا سليمة
اللهم ارزقنا حسن الظن بك
اللهم ارزقنا حسن الظن بالناس

【إِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.❀】حيث تعيش القصص. اكتشف الآن