٦٦)【قَلبُ صَحَابِيِّ】

124 16 2
                                    


لمّا مات أبا بكر الصديق  كانت خيول المسلمين بقيادة " خالد بن الوليد " تصهل حول أسوار دمشق تنتظر فتحها عنوةً أو صلحًا و لم يشعر أبو عبيدة الجراح إلا و كتابٌ من الخليفة الجديد عمر بن الخطاب
فيه العزاء بوفاةِ الصدّيق و توليةُ أبي عبيدة على جيوش الشّام و هذا يعني بديهةً عزْلَ خالدٍ عن قيادة الجند و انضواءه تحت قيادة أبي عبيدة

غير أن أبا عبيدة  رأى أنه من المصلحةِ كتمان خبر وفاة أبي بكر و كتمان أمر عمر بعزل خالد و ذلك حتى لا تنهار معنويات المسلمين و لا يختلّ نظام الجيش  و بقيَ على هذا مدّةً طويلة من الحصار

لكن ما لبث الخبر أن انتشر بين المسلمين..
حتى بلغ الخبرُ القائدَ المعزول خالد بن الوليد فما كان منه إلا أن مضى كسرعةِ البرق إلى أبي عبيدة

فلما وقف عليه قال :
" يغفر الله لك يا أبا عبيدة أتاك كتاب أمير المؤمنين بالولاية فلم تُعلِمني و أنت تصلِّي خلفي و السلطان سلطانك "

فقال أبو عبيدة :
" وأنت يغفر الله لك ، والله ما كنت لأعلمك ذلك حتى تعلمه من عند غيري و ما كنت لأكسر عليك حربك حتى ينقضي ذلك كله, و ما سلطان الدنيا أريد و ما للدنيا أعمل و إنَّ ما ترى سيصير إلى زوال وانقطاع ، و إنما نحن إخوان و قُوَّام بأمر الله و ما يضر الرجلَ أن يلي عليه أخوه في دينه و دنياه "

" إني لأضع التمرة في فم أخي فأجد حلاوتها في فمي "
صحابي يروي حبه لأخيه

يا الله ..!
كيف هي تلك الأرواح ..؟
هل كانوا ملائكةً أم بشرًا ؟ و لو كانوا بشرًا فماذا نكون نحن ؟

【إِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.❀】حيث تعيش القصص. اكتشف الآن