٣٩)【عَقِيدَةُ التَوحِيد】

137 21 0
                                    


أُتي الحجّاجُ بقوم ممن خرجوا عليه ، فأمر بهم فضُرِبَت أعناقُهم
و أُقِيمت صلاةُ المغرب و قد بقي من القوم واحد ،

فقال لِقُتَيبة بنِ مسلم :
" انصرف به معك حتى تغْدُو به عليَّ "

قال قُتيبة :
" فخرجتُ والرجلُ معي ، فلما كنَّا ببعض الطريق

قال لي : " هل لك في خير ؟! "

قلت : " و ما ذاك ؟! "

قال : " إني والله ما خرجتُ على المسلمين و لا استحللت قِتالهم و لكن ابتـُلِيتُ بما ترى و عندي ودائع وأموال فهل لك أن تـُخَلَّيَ سبيلي و تأذنَ لي حتى آتيَ أهلي و أرُدَّ على كل ذي حقٍّ حقَّه و أُوصي ، و لك عليَّ أن أرجعَ حتى أضعَ يدي في يدك ؟! "

فعجبتُ له و تضاحَكْتُ لقوله و مَضَينا هُنيهةً ، ثم أعادَ عليّ القول ، وقال : " إني أعاهدُك الله ، لك عليَِِّ أن أعودَ إليك "

فما ملكتُ نفسي حتى قلت له : " اذهب!! "

فلما توارى شَخصُه أُسقِطَ في يدي ، فقلت : " ماذا صنعتُ بنفسي ؟! "

وأتيتُ أهلي مهمومًا مغمومًا ، فسألوني عن شأني فأخبرتهم ، فقالوا : " لقد اجترأتَ على الحجّاج "

فبتنا بأطولِ ليلة ، فلما كان عند أذَان الفجر إذا الباب يُطرَق فخرجتُ فإذا أنا بالرجل فقلت : " أَرجعتَ ؟! "

قال : " سبحان الله!! جعلتُ لك عهدَ الله عليّ ، فأخونُك و لا أرجع!! "

فقلت : " أما والله إن استطعتُ لأنفعنَّك "

و انطلقتُ به حتى أجلستُه على باب الحجاج ، ودخلت!! فلما رآني قال : " يا قُتيبة ، أين أسيرُك ؟! "

قلت : " أصلح الله الأمير - بالباب ، وقد اتَّفق لي معه قصةٌ عجيبة "

قال : " ما هي ؟! "

فحدثتـُه الحديث ، فأَذن له فدخل ، ثم قال : " يا قتيبةُ ، أتحبُّ أن أهبَه لك ؟! "

قلت : " نعم " قال : " هو لك!! فانصرف به معك "

فلما خرجتُ به قلت له : " خذ أيَّ طريقٍ شئت "

فرفع طرفه إلى السماء و قال : " لك الحمدُ يا رب "

و ما كلّمني بكلمة و لا قال لي أحسنتَ و لا أسأتَ!!
فتعجبت من أمره!!

فلما كان بعد ثلاثة أيام جاءني و قال لي : " جزاك الله خيرًا ، أما والله ما غفلت عما صنعت و لكن كرهتُ أن أُشرِك مع حَمدِ الله حمدَ أحد "

-💛
إنها عقيدة التوحيد يا سادة ؛
في أنقى صورة لها
فهمًا و قولًا و عملًا

【إِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.❀】حيث تعيش القصص. اكتشف الآن