【إِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.❀】

١١٦)【نَظْرَةُ عَلَىٰ حِجِ ١٤٤١】

نظرة على حج ١٤٤١

نشرت مجلة الأزهر في عدد محرم ١٤٢٥ هذا المقال :
فريضة الحج في عيون الآخرين

كتب السياسي الشهير وزير خارجية فرنسا هانوتو بحثًا في أوئل القرن الماضي تحت عنوان :
المسألة الإسلامية

قال فيه :

مشكلة المشكلات هو ثبات المسلمين في مستعمرات فرنسا على دينهم و رفضهم ما تقدمه لهم الحضارة الأوربية .

فالعائق الحقيقي هو التمسك بالإسلام و مما يوقد الألم في صدري هو رؤية المسلمين في كل مكان يتجهون إلى مكة صلاةً و حجاً بحيث أصبحت مكة أكبر العوائق

كل المسلمين من تركيا إلى مراكش و في أرجاء آسيا و أفريقيا ، بدوًا أو حضرًا ، واقفين أو سائرين ، إذا أزفت الصلاة ولوا وجوههم شطر الكعبة ، سواء يلبسون ثيابًا واسعة أو بدلات أفرنجية ، يتلقون التعليم في برلين أو يدرسون السياسة في فرنسا ، فإنهم جميعًا ييممون شطر الأرض المقدسة الأرض التي عاش فيها محمد و التي تضم جسده في قبر لا يجرؤ أحد على الوصول إليه إلا مغطى الوجه حياءً و هيبةً

جميع المسلمين يمدون أعناقهم إلى مكة ، و يجدون لذتهم في تجدد الأمل بالعودة إليها و من مات منهم و لم يؤد فريضة الحج مات على أسف و حسرة

متى اقتربوا من الكعبة من بئر زمزم من الحجر الأسود من الركن الذي يزعمون أنه سُرة العالم ، فقد حققوا أمنيتهم العزيزة و اشتعلت جذوة الحمية في أفئدتهم فتهافتوا على الصلاة صفوفاً يتقدمهم الإمام مستفتحاً العبادة بقوله بسم الله فيعم السكون و السكوت و يملأ الخشوع قلوبهم فيقولون بصوت واحد الله أكبر