الصلاة في وسائل النقلو قد تكلم الفقهاء عن هذه المسألة و كانت وسائل النقل عند الناس هي الدواب من الإبل والخيل والحمير،
قال تعالى :
{وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ۚ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}
و قد خلق الله تعالى من وسائل النقل ما لم يعلم الناس في القرون الماضيةأحكام الصلاة في السيارة
أما صلاة النافلة فلا بأس بأن تؤدى داخل السيارة و لا يلزمه في هذه الحال استقبال القبلة بشرط أن يكون ذلك في السفر لما جاء :
أنَّ النبي ﷺ كان يصلي على راحلته حيث توجهت به فإذا أراد الفريضة نزل فاستقبل القبلةو قال بعض الفقهاء :
يلزمه في هذه الحال استقبال القبلة عند تكبيرة الإحرام إن أمكنه ذلك والأقرب -والله أعلم- أنَّه لا يلزمه استقبال القبلة عند تكبيرة الإحرام و إنَّما يستحب له ذلكو أما صلاة الفريضة
فليس له أن يصليها داخل السيارة بل لا بد من أن ينزل و يصلي على الأرض و يدل لذلك
أنَّ النبي ﷺ كان يصلي على راحلته نحو المشرق فإذا أراد أن يصلي المكتوبة نزل فاستقبل القبلةو يستثنى من ذلك ما إذا هُيئ مكان مناسب للصلاة داخل السيارة كما في بعض السيارات الكبيرة كبعض سيارات النقل العام مثلًا بحيث يؤدي الصلاة بجميع شروطها و منها استقبال القبلة و بجميع أركانها و منها القيام والركوع والسجود فلا بأس حينئذ بصلاة الفريضة داخل السيارة.
و ما قيل في السيارة يقال أيضًا في القطار و نحوه
و أما الصلاة في الطائرة
فما كان من النوافل فالأمر فيه واسع و يقال فيه ما قيل في الصلاة في السيارة ونحوها
و أما صلاة الفريضة :
فإن أمكن أن يأتي بالصلاة بجميع شروطها و أركانها فلا بأس بأدائها في الطائرة و إن لم يمكن -لعدم وجود مكان مهيأ للصلاة فيه- فإن كانت الصلاة :
مما يُجمع مع غيرها
كالظهر و العصر و كانت الطائرة ستهبط قبل الغروب أخَّر الظهر مع العصر ليجمعها معها جمع تأخيرو لكن إذا كانت الصلاة مما لا تجمع مع غيرها -و هي صلاة الفجر-
و كأن تكون صلاة الظهر والعصر مثلاً- والطائرة لن تهبط إلا بعد الغروب فيلزمه في هذه الحال أن يصلي على حسب حاله لقوله تعالى :
{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}
فإن أمكنه استقبال القبلة لزمه و إن لم يمكنه فإنَّه يصلي و لو إلى غير القبلة و يسقط عنه شرط استقبال القبلة و هكذا يقال في القيام و الركوع والسجود إن أمكنه أن يأتي بها لزمه و إلا صلى جالساً يومئ بالركوع والسجود و يجعل السجود أخفض من الركوع.والقاعدة في هذا :
أنَّ ما عجز عنه المسلم من شروط أو أركان الصلاة فإنَّه يسقط عنه، لقوله تعالى:
{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}،
ولقوله تعالى:
{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}.و ننبه إلى أنَّ بعض المسافرين على الطائرة يتساهلون في هذه المسألة فيؤخرون الصلاة إلى حين هبوط الطائرة و هم يعلمون بأنَّها لن تهبط إلا بعد خروج وقت الصلاة بحجة أنَّهم لا يتمكنون من استقبال القبلة و من بعض أركان الصلاة و هذا الفهم غير صحيح بل الواجب عليهم أن يؤدوا الصلاة في وقتها حسب استطاعتهم و
تأخير الصلاة عن وقتها معدود من الكبائرو من الناس من لا يجهل هذه المسائل و لكنه إذا كان داخل الطائرة يخجل أن يصلي في الطائرة أمام الناس -خاصة في الرحلات الدولية - و نقول :
ينبغي للمسلم أن يعتز بإسلامه و أن يستحضر بأنَّه بصلاته يدعو إلى الله تعالى بفعله ، يدعو غير المسلمين إلى التعرف على هذا الدين العظيم الذي دفعه لأن يقوم من تلقاء نفسه و أن يتعبَّد لخالقه بهذه الصلاة بل ، و يدعو المسلمين المتساهلين بأداء الصلاة إلى الالتزام بها،
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}،
و سبحان الله! كيف لا يخجل أهل الباطل من إظهار باطلهم و بعض أهل الحق يخجلون من إظهار الحق الذي وفقهم الله تعالى إليه.🌸
أسأل الله تعالى أن يعزنا بالإسلام و أن يجعلنا هداة مهتدين و أن يرزقنا الفقه في الدين
أنت تقرأ
【إِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.❀】
Spiritual- قُلْتُ لِشَجَرَةِ اللَّوْزِ حَدِّثِينِي عَنْ اللهِ؛ - فَأَثْمَرْتَ. !!