٩٤)【رَحمَةُ اللهِ وَاسِعَةٌ】

104 18 1
                                    


روى #ابن_قدامه
في كتاب التوابين قال :

🍃 لحق بني إسرائيل قحط على عهد موسى عليه السلام فاجتمعوا إلى موسى و قالوا :
"يا نبي الله ادع لنا ربك يسقنا الغيث"

☆ فقام معهم و خرجوا إلى الصحراء ليستسقوا و هم سبعون ألف أو يزيدون فقال موسى :
"إلهنا اسقنا غيثك و أنشر علينا رحمتك و ارحمنا بالأطفال الرضع و البهائم الرتع والشيوخ الركع"

↩ فما ازدادت السماء إلا تقشعا و ذهب السحاب الذي كان في السماء و ما ازدادت الشمس إلا حرارةً

☆ فقال موسى :
"يا رب استسقيناك فلم تسقنا"

قال :
"يا موسى إن فيكم عبدًا يبارزني بالمعصية منذ أربعين سنة فمره أن يخرج من بين أظهركم فبشؤم ذنبه منعتم القطر من السماء"

قال موسى :
"يا رب عبد ضعيف و صوتي ضعيف فأين يبلغ و هم سبعون ألف أو يزيدون؟!"

فقال الله :
"يا موسى منك النداء و علينا البلاغ"

فقام موسى ينادي فيهم قائلًا :
"يا أيها العبد العاصي الذي يبارز الله بالمعصية أربعين عامًا أخرج من بين أظهرنا فبشؤم ذنبك منعنا القطر"

☆ فإذ بالعبد يتلفت يمينًا و شمالًا لعله يخرج غيره ؛ فلم يخرج أحد فعلم أنه المقصود بذلك فقال في نفسه :
"إن خرجت افتضحت على رؤوس بني إسرائيل و إن بقيت هلكت و هلكوا معي جميعا بالقحط و الجدب"

↩ فما كان منه إلا أن أدخل رأسه في ثيابه و قال:
"يا رب عصيتك أربعين و أمهلتني و اليوم قد أقبلت إليك طائعًا تائبًا نادمًا اللهم فاقبلني و استرني و لا تفضحني بين هؤلاء الخلق يا أكرم الأكرمين"

↩ فلم يستتم الكلام حتى علت السماء سحابة بيضاء فأمطرت كأفواه القرب

☆ فقال موسى لربه:
"يا رب سقيتنا و لم يخرج من بين أظهرنا أحد"

فقال الله:
"يا موسى سقيتكم بالذي قد منعتكم به"
-أي بنفس العبد-

قال موسى :
"رب أرني هذا العبد التائب النادم"

قال الله :
"يا موسى لم أكن لأفضحه و هو يعصيني أفأفضحه و هو يطيعني؟!"

🌺

【إِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.❀】حيث تعيش القصص. اكتشف الآن