| تَابِعٌ مُخْلِص |
.
.
.كانَ يجلسُ بهدوء مَع ملامِحَ عَبِسة عَلى ذلِكَ الكرسيّ الخَشبيّ الطويل ذو الزخارِفَ الفضّية الجَميلة عَلى كِلا جانِبيه، تنهّد بِمَلل و شَردَ يُحدّق بالسماء لِوهلة، أغمضَ قُرمزيّتاه ينوي الغَرقَ في بَحرِ أفكارِه سِوى أن صوتَ لُوسيوس أفاقه بِسُرعة حِين فَتح عينيهِ و نكسَ رأسه يُحملق إلى ذَلِكَ الشابّ بغباء رافِعاً حاجِباً لِلأعلى
-" إذن، مَا رأيُكَ؟ "-
-" لُوسيوس، ولكن .. لِما؟ "-أجابه داريُوس قاطباً حَاجبيهِ بطفوليّة حِين شاهدَ أن لُوسيوس يقومُ بِشراء أغراضَ كَثيرة و يهدر ماله عَلى كُلّ مَا تقعُ عَليه عَينيه كطفلٍ فِي السادسة سَمحا له والديه باقتناءِ ما يَشاء من مَتجرِ ألعاب، هوَ لا يزال غَير مُتأكد إذا ما كَان بوعيِه حِين قامَ بشراءِ نظّارات مُضيئة و تَماثيل لقناديل البَحر
-" بِحقّك داريُوس، لَيسَ مسموحٌ لَنا بمُغادرة حدودِ أديلمَار كُلّ يوم، إنّها فُرصة فاغتنمها ! هَل ترغب بشراء شَيءٍ مَا؟ لا تَقلق بشأن المَال "-
-" كلّا شكراً. "-أجابه بُندقيّ الشَعر بسرعة و كانَ لُوسيوس على وشكِ التَذمّر مجدداً سِوى أنّه التفتَ تِلقائياً كما فعلَ داريُوس و آلبِرت اللّذي أحبّ مُرافقتهما لِذاك الشابّ حِين هَبطَ على الأرضِ بِسلاسة يضعُ كِلتا يَديه في جيبا مِعطفه الأنيق الطَويل و اللّذي كانَ يُرفرف لِلتو إثر هبوطِه، ركّز داريُوس في أن طَريقة هبوطِه بَدتْ كَما لو أنه كانَ يطير مُنذ قَليل ! فهوَ لَم يَقفز أو مَا شابه، بَل هَبط بهدوء شَديد عَلى كِلتا قَدماه ثمّ تقدّم بِضعَ خطوات ببطئ مُقترِباً منهم أَكثر
حَملَ ذاكَ الشابّ ابتسامة دافِئة، لِسَببٍ ما ذكّرته تِلقائياً بابتسامة ماريُون اللّذي اعتادَ عليها فِي السابِق، كانَ يحمل ملامِح مُطمئِنة و هادِئة و يَبدو كشخصٍ يُمكنكَ الوثوقُ بِه من أول لِقاء.
ذَاك كانَ انطباعُ داريُوس عَنه، حِينها، فَتح الشابّ فَمه يُخاطبُ لُوسيوس دونَ أن يُزيل ابتسامته الهادِئة عَن ملامِحه بعدَ أن انحنى بِلباقة واضِعاً يُمناه عَلى صَدرِه ناحِية اليَسار باحترام
-" الأَمير لُوسيوس أديلمَار، هَل أنتَ هُنا دون رُخصَة مُجدداً؟ "-
-" لِما لا تَسألُ عَن حالِي أولاً عِوضاً عَن هذا؟ ثمّ كفّ عَن مُناداتي بِرسميّة، إيلْيوت. "-إيليّوت، يَاله مِن اِسم فَريد، فكّر داريُوس فِي نفسه حِينها..
فأكملَ المَدعو إيليّوت حَديثه بذاتِ نَبرتِه الهادِئة حِين امتزجتْ معَ بعضِ المَرح-" أعتذر سموّ الأمِير، لكنّ وُجِبَ احترامك "-
-" أنتَ تقولُ هَذا بينما بِمقدورِك القَضاء عَليّ فِي غضونِ دَقائِق، ياللتواضع ! عَلى كُلّ حَال، دَعني أُقدِمك إلى الأمير الغَير مُرسّم بَعد، داريُوس أديلمَار. "-
أنت تقرأ
دِماءٌ مُتجمّدة.
Vampire(مُكتَمِلة) نَحنُ نَسقطُ بِبُطئ نَحوَ الأعلى .. نتمسّكُ بآخر ما تبقّى من الأمل المُهشّمِ مُتظاهرينَ بالقوّةِ و القُدرة على الصُمود. دَعنِي أُخبركَ، الحَياةُ الهادِئة و المُسالمة لا تستمرُ للأبد دَعنِي أُنقذكَ، الأوهامُ لن تُبقيكَ قويّاً كما تظنّ دَع...