الفصل الرابِع عشر

1.9K 166 146
                                    

|حَقِيقةُ فَلادمِير|
.
.
.

المكانُ الخالِي بالداخِل لم يكن يجلبُ الطمئنينة خصوصاً مع ذَلِكَ الهُدوء الشَديد الطاغِي عَليه، رغم أن مَدينتهم تعجّ بأماكنَ مهجورة مُشابهة لكن الشُعور الذي قد يراودكَ أثناء دخولِ هذا المَبنى سيكونُ مُختلفاً بِلا شكّ عن المباني الأخرى و لأسبابٍ مجهولة بالنسبةِ لِكليهما

-" مَرحباً؟ "-

صرخَ كلاوديل مُتسائلاً عن وجودِ أحدِهم هُنا و عِندما لم يتلقّى أيّة إِجابة سِوى صَدى صوتهِ الذي ترددّ حَولهما أدارَ بجسدهِ ناحية شريكة ينتظر رأيه بِضجر

-" سأُفتّشُ هُنا قَليلاً و اصعد أنتَ لِتفقّد المَكان بالأعلى "-

لم يجبه حِنطيّ البَشرة بل صَعِدَ تِلقائياً يُنفذ أمر جيمس الذي بقيَ يجولُ بعينيهِ التركوازيّة حولهُ و يُحاول العثورَ على شيء مُثيرٍ لِلاهتمام يستحقُّ عَناء مَجيئِهم إلى هُنا طوالَ هذهِ المَسافة و عِندما لم يعثر على مُراده صرخَ ليصل صوته لِكلاود في الأعلى

-" هل وَجدتَ شيئاً؟ "-
-" لستُ مُتأكداً لكن هُناك مَعاطِف بيضاء تحملُ رَمزاً غَريباً و كذلك بعض الزُجاجات الفارغة، يبدو أنّها كانتْ تَحوي دِماءاً ! "-

أثارَ حديثه اسِتنكار و اِهتمامَ جيمس فَصعدَ إليه و اتّجه لإحدى الغُرف التي كان صوتُ كلاوديل يصدرُ مِنها قبلَ لحظات فعثرَ عليهِ يقوم بارتداءِ أحد تِلك المعاطف بيضاء اللون ذاتَ النقوش الذهبيّة حولَ العنقِ و الأكمام

-" و لكِن مَا الهُراء اللّذي تَفعله؟ "-
-" أُفكّر في أخذِ إحداها، إنها تُلائِمُ مقاسيّ تَماماً ! "-

قال بِعبث بينما ينظر لانعكاسهِ المُشوش فِي ذلك الزجاج المُحطّم المُثبّت على الجدار أمامه و رغم أن المِعطف كانَ أكبر من مَقاسهِ بشكلٍ مَلحوظ مِن خِلالِ عدمِ ظُهور أصابِع يَده سِوى أن جيمس لم يُعلّق عَلى ذلك بل أخذَ يُركّز على الشِعار المرسومِ في تلك المَعاطف

-" أديلمار؟؟ "-

تمتمَ بتساؤل لم يخلُ من صدمتهِ و ذلك جعلَ كلاوديل يقطعُ عرضَ الأزياء خَاصته و ينظر إليهِ مع تقطيبةِ صَغيرة بينَ حاجبيهِ

-" هاه؟ "-
-" ذلك الرمز يعودُ لأديلمار، إنها السُلالة الملكيّة لِمصاصيّ الدِماء "-
-" ماذا يعنيهِ هذا؟؟ أليسَ مكانُهم في أَقصى الشَمال؟ "-

سألَ كلاوديل بعدم اِكتراث و هو يعبثُ بأي شي يقع بين يَديه و ذلكَ جعلَ جيمس ينهض من مكانه و بِنبرةٍ مُنزعجة هَتف

دِماءٌ مُتجمّدة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن