الفصل الرابع والثلاثون.

1K 119 137
                                    

| تُهمة مُلفّقة |
.
.
.

-" يُمنع الدخول، سمّوكِ "-

قالَ الحارِس ذو الرِداء الفضّي بِثَبات يُحافظُ عَلى نبرةِ صوتهِ المُتّزنة
بينما وقفتْ هِيَ مُقابلاً له بفارِق مِترٍ واحد، ببرود قذفتهُ بنظرة ساخِطَة و هِيَ تُجيب

-" لَن أُطيلَ الحديثَ مَعه. "-
-" سموّ الأمير إيدولاس أمَرنا بعدم إدخال أيّ شَخص باستثناءهِ و جَلالته "-
-" تَعلمُ أنّي من المُقربينَ من جَلالته، و رُغمَ ذلِكَ تصرّ على طَردي؟ "-

قالتْ تُحاول تَهديده بطريقةٍ غَيرِ مُباشرة، رفعَ هو بصرهُ لينظر إليها مع القليلِ من التوتّر اللّذي بدأ يرتسمُ على ملامِحِ وجههِ الثابِتَة
ثمّ رمقَ زميله بنظرة سريعة، يستغيثُ به أن يجدَ حلاً لِهذه المُعضلة
فتحدّثَ الحارس الآخر في الجهة المُجاوِرة ببرود

-" إنّها الأوامر، سمّوكِ. "-
-" إيدولاس لَن يَعلم عن هَذا .. إنّي بحاجة لِرؤية غافرِييل حَالاً، و سأتحدّث إليه لمدّة قصيرة فَحسب. "-

تنهّدَ أحد الرجلينِ ذَوي الرِداء الفضّي
تبسّمت صاحبةُ الشَعرِ القَصير بتكلّف عندما شاهدتهُم يفسحونَ لها المجالَ لِلمرور عبرَ ذَلِكَ الممرّ المؤدي لِلباب الضخم المزخرف حيثُ يقبعُ خلفه هَدفها
من الجيّد أنّهم استسلموا بسهولة، فلو ماطلوا أكثر لَاستخدمتْ أساليبَ أكثرَ عُنفاً

عِنَدما دخلتْ أخيراً، لم تُطِل النظر و التأمُل في ضخامة الجَناح أو رُقيه، فقط توجّهت مُباشرة إلى الرجلِ اللّذي يجلسُ بهدوء عَلى أحدِ المقاعد الجلديّة
ينكسُ رأسه للأسفل فانسدلتْ بعض خصلاتِ شعره الطَويلة - نِسبياً - لِتُغطي جزءاً من وجههِ، كانَ يُعيرها ظهرهُ آنذاك
عِنَدما اقتربتْ بما فيه الكِفاية رفعَ هو رأسه و أداره لِلخلف لِمعرفة هويّة الزائر

رَاقبها و هِيَ تقفُ بثباتٍ و ملامِحَ مُظلمة لا تُبشر بالخير مُطلَقاً

-" لَقد سمعتُ مَا حَدثَ مِن آثلِرد. "-

لم يَصنع أيّ تَعبيرٍ يُذكر، بالطبع سيشكو الصبيّ لِوالدتهِ
لكنّه كانَ مُرهقاً بما فِيه الكِفاية لِيتفاعلَ معها، فأيّاً كانَ اللّذي ستفعله هذهِ المرأة به لَن يكونَ بِسوء ما فعلهُ إيدولاس مُسبَقاً على أية حَال
إن جَسده حصلَ على كِفايته

تقدّمتَ هِيَ حتّى باتتْ تُقابله وَجهاً لِوجه، ثمّ و بحركة سَريعة قَبضتْ على وجههِ بين أنامِلها، أظافِرهَا الطويلة غُرِستْ في وَجنتيهِ و هيَ ترفع وجههُ إليها
بعيونٍ مُتسعة و مُرعبة حدّقتْ به تبثّ القشعريرةَ في أنحاءِ جَسدهِ

دِماءٌ مُتجمّدة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن