| لِقاءٌ بَعدَ غِياب |
.
.
.-" أيّها الصغَير لا تَتحرّك ! "-
تحدّثتْ الامرأة الثلاثينيّة ذاتَ تسريحة ذيلِ الحِصان بحزم و هيَ تقطبُ حاجبيها مُخاطِبةً آلبِرت اللّذي كانَ جسدهُ مُمداً عَلى الأرض و لُوسيوس فوقهُ يحتويهِ، الصبيّ كانَ مُدركاً بالفعل لما يُفترض به فعله، فقد حافظَ على اهتزازِ جَسدهِ قدر المُستطاع
فورَ أن هبطَ إيلْيوت من الأعلَى قام بغرسِ أحدَ سِهامه على الأرضِ بقوّة مُباشرةً قُربَ لُوسيوس فانتشرَ البُخار الأزرق ذو الهالةِ الفَريدة بغرضِ خفضِ درجة حرارةِ المُحيط حولهم و حصولِ الأمير عَلى فرصة أكبر لِلنجاة و استعادةِ درجةِ حرارتهِ الطَبيعيّة
حِينَها رفعتْ مِيشيل رأسها و خَاطبتهُ مُباشَرة
-" تكفّل بالأمَر، سأُنهِي و لِيونهارد الحَريق أولاً و نتأكّد من خلّوِ المَبنى من أيّ ناجِينَ أو ضَحايا بداخِلهِ "-
-" لـ.. لقد قامَ الأمير بنقلِهِم .. "-تمتمَ آلبِرت بنبرةِ شخصٍ يُوشِك على البُكَاء دون أن يُغير من وضعيته فلفتَ بذلك انتباهَ الجَميع حَوله عِندما هتفتْ مِيشيل مع عيونٍ ضَيّقة تَستفسر
-" ما اللّذي تَعنيه أيّها الصَغير؟ .. "-
أحد الرَجلينِ اللّذان كَانا رِفقةَ مِيشيل تقدّم بِضعَ خطوات، ثمّ حملقَ صوبَ المبَنى المُشتَعِل و ضلّ مركّزاً لِنصفِ دَقيقة تزامناً مع توهّج عيناهُ الفضيّة بشكلٍ مَلحوظ و مُلفِت، بعدها أشاحَ بِبَصره و وضع يدهُ على وجههِ بِألم خَفيف و هو يقول
-" لا وجودَ لأحدٍ بالداخِل .. الصبيّ مُحِق "-
مِيشيل التفتتْ إليه بِذهول، ثمّ أدارتْ بجسدها ناحِية آلبِرت مُجدداً
-" هَل نقلَ سموّه جَميع العالِقينَ بالداخِل بمفردهِ ؟! "-
-" أ.. أجَل، لـ.. لقد كَانوا أربَعة فَحسب. "-أجابَها بخفوت
بَقيتْ تقطبُ حاجبيها بِقَلق، فرفعَ إيلْيوت رأسه لُيقابلها بعدَ أن كانَ يجلسُ على إحدَى ركبتيهِ أمامَ لُوسيوس و آلبِرت-" لَقد فحصتُ جَسده .. تضررّ بِشدّة لكن ما زالَ هُناك فُرصة لِتعافيهِ بعد انخفاضِ دَرجة حرارة المَكانِ الآن "-
-" لَم يَصِل إلى مَرحلةِ التشققّ بَعد؟ هَذا يَبعثُ بالراحة ! "-قالَ صاحِبُ العيونِ الفضّية اللّتي بَهُتَ بريقهما و اختفى تَماماً فأصبحَ يَبدو كالأعمَى خصوصاً و أنه كانَ يُحدق لِلفراغ دونَ وِجهة مُحددّة أثناءَ مُخاطبتهِ لِإيلْيوت، و تِلكَ كانتْ نُقطة ضعف مِيزته اللّتي تُمكنه من مُشاهدة و رؤية ما وراء الجُدرانِ و الأثاث و أي قِطعة ماديّة غير شفّافة، بل تُمكنه من رؤية ما بداخِل أجسادِ الأشخاص إن ركّزَ جيّداً، و بمقدورهِ رؤية درجاتِ الحَرارة و البرودة اللّتي تُصدِرها الأجسام و المادّيات المُختَلِفة كَذلك .. لكنّه يفقدُ القدرة على الإبصار تَماماً بعد استعمالِها لفترة زمنيّة قَصيرة تعتمدُ عَلى مدّة استعماله لَها و مَدى تركيزه و تعمّقه بالرؤية
لكن لِحُسن الحظّ فهو لَم يُطِل النَظر هُنا، استعادة بَصرهِ لن تتطلّب أكثر مِن دَقيقة واحِدة هذهِ المرّة
-" هَذا ليسَ جيداً، حَتى و إن كانتْ حالةُ الأمير لَيستْ سيئة تَماماً ما اللّذي سَنقوله عِندَ ذهابِنا لِحدودِ أديلمَار و بِحوزتِنَا أحد أفرادِهم و هو بهذا الشَكل بينما يُفترض بِنا حِمايته؟ "-
أنت تقرأ
دِماءٌ مُتجمّدة.
Vampire(مُكتَمِلة) نَحنُ نَسقطُ بِبُطئ نَحوَ الأعلى .. نتمسّكُ بآخر ما تبقّى من الأمل المُهشّمِ مُتظاهرينَ بالقوّةِ و القُدرة على الصُمود. دَعنِي أُخبركَ، الحَياةُ الهادِئة و المُسالمة لا تستمرُ للأبد دَعنِي أُنقذكَ، الأوهامُ لن تُبقيكَ قويّاً كما تظنّ دَع...