الفصل الستّون.

1K 124 146
                                    

| اللّجوءُ لِلمُستحِيلِ المُمكِن |
.
.
.

كَانتْ عيونُ داريُوس مَلِيئة بالعزمِ الّذي يشوبهُ بعض التوتّر و الترددّ بعدَ أن تحدّثَ مع آثلِرد لِلتَو، ثمّ سَحبَ نَفساً عَمِيقاً مُستعِداً لِلاِنطلاق

-" إنّها مُجرّد فَرضيّة ! لَم يَسبِق و وقعتْ صُدفَة كَهذهِ من قَبل ! "-

آثلِرد هَتف بِقَلق و هوَ يُخاطبه و يحثّه عَلى الترّيث في فعلِ مَا يجولُ بعقلِهِ، إلّا أن داريُوس لا يَبدو كَمن سَيستمع بعدَ الآن، عدّل من وَضعيتهِ ليُصبح واقِقَاً باِعتدال ثمّ نظرَ صوبَ جِيمس الّذي كانَ ما زالَ يشلّ حَركةَ ماريُون تحته بِلا رَحمة بعيونٍ قرمزيّة تستشيطُ غَضباً و تَفيضُ شَرارَةً و غَيضاً

آثلِرد لَم يجرؤ عَلى إيقافهِ أكثرَ مِن ذَلِك، لكن أحدُهم لَم يُشاركه الرأي ذاتَهُ عِندما جرّ جَسد داريُوس لِلَوراء قَبل أن يتقدّم أكثَر و هوَ يصرخُ في وَجهِه

-" ما الّذي فَعلتَـه؟؟ "-

وجهُ ماكسِيم و هوَ يقبضُ عَلى ذِراع الفَتى أمامه لَم يَكُن يُبشّر بأي خَير، لكن داريُوس لا يَبدو أنه في مزاجٍ لِمُناقشته، إنهُ ليسَ والدته ولا والده ليُوقِفَه
بَل حتّى و إن كانَ كذلك، لَن يوقفه أيّا كَان.

-" هَل أنت مُدرِك لِمَا صَنعـ... "-
-" داريُوس أديلمَار. "-

مِيشيل قَاطعتْ ماكسِيم بنبرةٍ جافّة أقلَقت ذَلِك الأخير عِندما حررّ هو ذِراع داريُوس من قبضتهِ بِبُطء و هوَ يُحدّق فِيها مع حاجبانِ مَعقودان مُفسِحَاً لها المَجال لِلتحدّث مع الفَتى المتهوّر

-" يَبدو أنّ سموّكَ و عن طَرِيقِ الخَطأ أوقفَ اِنطلاقَ ذلكَ السهم. "-
-" كلّا، لَقد فَعلتُها عن قَصد. "-

صححَّ لَها معلومَتها بِبرود وسطَ هَلِع آثلِرد الّذي راح يَستقرأُ تعابيرَ وَجهِها في الوقتِ الّذي صرّ ماكسِيم فيهِ على أسنانهِ بِغَيض و اِنزعاج راغِبَاً بِصَفعه في مؤخرة رأسِه .. مِيشيل استأنَفتْ حَديثها بعدَ صمتٍ قَصِير

-" إذَن، هَل تُدرِكَ أنّ تِلكَ كانتْ الفُرصَة الوحِيدة لَدِينا؟ "-
-" هَل تُحاولينَ تَهديده؟ "-

صاحبُ الشَعرِ الذهبيّ تحدّث بنفادِ صَبر و حاجبٍ مَرفوع، فالتفتتْ تِلكَ المَقصودة ناحيتهُ و ضيّيقت عَيناها

-" هَل أترُكُ تحديدَ عقوبةِ مَن أفسد عَملِ النُخبَة و ضييّع الفرصة الوحِيدة لإنقاذِ الوَضع إلى سموّك أيّها الأمير ماكسِيم؟ في الظروفِ العاديّة لا أظُنني سأجرؤ عَلى مُخالفةِ الأوامِر المَلكيّة لكن و أمامَ الجميع قَد قامَ سموّه اليافِع بفعلِ أمرٍ لا يُغتَفر قد يؤدِي لِهلاكنا جَميعاً "-

دِماءٌ مُتجمّدة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن