الفصل الخامس

2.7K 213 144
                                    

| هُجوم |
.
.
.

ألقتْ بنيّة العينان نظرةً خاطِفة على ضحيتها ذو الشعرِ الأسود المُلقى أمامها بوهنٍ و عجز و يبدو أنه بالكاد يُحافظ على وعيه مِن خلالِ النظر لعينيهِ شبه المُغلقة فأبطلتْ قُدرتها بعد أن تأكدتْ من أنّها سلبتْهُ كُل طاقتهِ فلم يعد قادراً على تحريكِ جسمه و بالتالي لم يعد يُشكل تهديداً ضِدّهم

-" لا نعلمُ كَم عَددهم بالضبط لِذا كونوا جاهِزين لأي شَيء "-

قالتها بهدوء بعد استدارتِها للخلفِ مُخاطبة الثلاثة ورائها و الذي بدا عليهم الاستعداد لأي هَجمة مُفاجِأة و ذلك كانَ واضحاً مِن أعينهم المُتعطشة للقِتال .. سُرعان ما تبددتْ تلك الهالة الجديّة التي كانتْ تحيط بهم لأخرى ساذجة عندما هتفَ لاندري بتذمّر كالأطفال كَثيري الشَكوى

-" مهلاً لَحظة .. لِما أنتِ مَن يقودُنا؟ "-
-" أليسَ هذا واضحاً؟ لأننّي الأكبر سِناً بينكم جَميعاً و كذلك الأكثر خِبرة و لِأنكم حَمقى "-

قالتها بفخر بينما ترفع أحد حاجبيها بغرور واضِح مُحاولةً إغاظة قرمزيّ الشعر الذي تمتمَ لاحقاً بانزعاج و بذاتِ النبرة الطفوليّة مُشيحاً بوجههِ للجهةِ الأخرى

-" خَرقاء "-
-" ساذج "-
-" مُزعِجة "-
-" عديمُ فائدة "-
-" غبيّة "-
-" أحمق "-
-" سَخيفة "-
-" عقلُ الضِفدع "-
-" شبيهةُ الرِجال "-

شهقتْ بصدمة و اتسعتْ عَيناها لدى سماعها لآخر كلمةٍ قَالها واضعةً يدها على صَدرها حينَ صرختْ هي بعدم تصديق كمن يحاول استيعاب نظرية الذرّة النووية و هو مجرد طالب بالمدرسةِ الإبتدائية

-" كررّ ذلِك .. "-
-" شبيهةُ الرِجـ... "-

لم يسعفه الوقت لِيُنهي كَلمته حتّى تَلقى ضربةَ قويّة على معدتهِ أخرستهُ تماماً و جعلتهُ يسقطُ أرضاً على الفور و سُرعان ما هبطت آديلين فوقه تشدّ خصلات شعره الحَمراء بعُنف و هيَ تُمطره بوابِل شتائِم ليبادلها هوَ العراك و يرميها بَعيداً عنه بركلة من قدميه جاعِلاً إياها ترتطم بالجدار خَلَفها سِوى أنها وقفتْ على عجل تَتفادى ضرباته قبل أن تُسددّ له ركلة أخرى على رأسه دفعتهُ للتراجع للخلف بِضع خطوات بألم و قبلَ أن يكمل كِلاهما حلبةَ المصارعة الرّخيصة تِلك وقفَ إيريك في المنتصف حائِلاً بينهُما يفردُ ذراعيه ليوقف الاثنين لجواره و هو يصرخُ بانفعال شَديد

-" جِدياً هل نسيتُما من هوَ العدوّ الحقيقيّ هُنا؟؟ ألم تبلغا سنّ الرشدِ بَعد!  "-
-" سأقتُلكَ ! "-
-" جرّبي ذَلِك ! "-

كما لو أن إيريك كان َهواء عابِر، لم يُعيراه أدنى اهتمام بل بقيا على حالِهم تِلك حتّى سمع أربعتهم صوتَ ارتطامِ جسدٍ بِقُربهم مما جعلهم يلتفتون سريعاً لمصدر الصوت لمعرفةِ هويّة صاحِبه

دِماءٌ مُتجمّدة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن