الفصل الرابع والستّون.

1K 109 180
                                    

| المَلِكُ الجَدِيد |
.
.
.

-" يَبدو أنهُ كانَ اِختبَاراً وَرقيّاً بالفِعل. "-

بِنَبرةِ تَفتقر لِلمَشاعِر هَتفَ جِيمس قائِلاً ذَلِك و هوَ يُراقب اِرتجافَ جسدِ سَمانثا أثناء مُحاولتِها اليائِسَة لِلنهوض و الوقوفِ على رِجليها مع كميّة هائلة مِنَ الإصاباتِ البَلِيغة والّتي كانَ مُعظمها كسوراً في عِظام جسدِهَا

تنفّستْ باِضطراب و صَوتٍ مَسموع و هيَ تُحاول الحِفاظ على وَعيِهَا، و تَقطيبة حادّة عُقِدتْ بينَ حاجِبيها لَدى شعورِها بالخِزِي و العَار، لَقد كانتْ فريسة سَهلة لِمُجرد هَجِين !
رَفعتْ بصرها لِيزداد تَجعّد جبينها حِينَ شاهدتهُ يقفُ بِشموخ قُبالَتها مع بِضعة خدوش فَحسب ! شتمتهُ سِرّاً عِندما استدارَ هو مُغادِراً المكان بعد أن تأكّد من أنها لَن تَقوى على مُواصلةِ القِتال مَعه و تأكّد - أيضاً - مِن أنه قَد أثبتَ كونه ليسَ خَصماً يُستهان بِه كَما اِعتقدتْ هيَ.

و عِندمَا خَطا بِضعة خُطوات، وَجدها تَستقرّ أمامهُ بعدَ أن نَهضتْ بلمحِ البَصر و بطريقة فاجَأتهُ على نحوٍ صادِم .. هوَ و بِلا شكّ قَد حطّمَ بِضعةَ أضلُع عَلى الأقَل و تَركها تَنزِف بِلا حولٍ ولا قوّة !
و رغمَ سرعةِ هجومِها ذاك إلا أنّه لَم يَكُن أسرع من اِستجابَة جسدِه حينَ وجّهَ لَها ركلة خَشِنَة في خاصِرتِها مِن شأنِها أن تَقذفها و تُرديها شِبيهةً بِالجُثث .. لَكِن أحدهم تدخّلَ فِي اللّحظة الأخيرة مُباشرةً قَبل مُلامسةِ قَدمهِ لَها و تلقّى الضررّ الجَسِيم عنها في وقتٍ حاسِم
تزامُناً مع رؤيةِ جِيمس لجسدِ سَمانثا و هوَ يَتبخّر كالرَذاذ شعرَ بألمٍ قاسٍ في خاصرتهِ بعدَ أن أصابَ هجومهُ ذاكَ نِيكولاي الّذي توقّف على بعدِ بِضعة خطوات من خَصمهِ .. ذَلِك الأخير أظهرَ تعابيرَ مُتألّمة مؤقتَاً، بينما رجلُ النُخبة الّذي تدخّل سارعَ بتفقّد حالِ زَميلتهِ المرميّة بعدَ أن تحاملتْ على نفسِهَا لتُنشئ نسخة وهميّة أخيرة منها كَي يقعَ جِيمس بذلكَ الفخّ حينَ شاهدتْ قدومَ نِيكولاي نَحوها

-" هَل أنتِ بِخَير ؟؟ "-
-" لستُ بِأفضلِ حَال، لكن نَـ.. نَعم، سأتحسّن عمّا قَـ.. قَرِيب "-

نَبرتُها كانتْ شاحِبَة و أدركَ نِيكولاي حجمَ الألم الّذي تشعر بهِ من خِلالها و من نَظرة واحِدة لجسدِهَا المُتهالِك تمكّنَ أيضاً من مَعرفةِ هولِ الإصاباتِ و الضررّ الجَسديّ الّذي أُلحِقَ بِهَا
فصرّ على أسنانهِ بغيضٍ خالطَ قَلقه، ثمّ أدارَ بوجههِ لِلخَلف حيثُ يقفُ جِيمس بَعد أن زالَ عنه الألم و راقبهُ و هوَ يستقيمُ بعدول و ثَبات مُهيب مَع هالة لا تبشّر بالخير رغمَ ملامحِ وجههِ شَديدة البُرود
أنَّى لِهذا الفَتى بِهذه القوّة لِيُطيح بفردِ من أفرادِ النُخبة أعزَلاً ؟!
أوليسَ هَجِيناً بائِسَاً؟

دِماءٌ مُتجمّدة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن