الفصل الثامن والخمسون.

843 107 107
                                    

| الزَهرةُ الّتي لا تَذبُل .. تُقَطَف. ١ |
.
.
.

جسدُ ماريُون تهشّمَ تحتَ يدِ جِيمس الّذي استمرّ بالضغطِ عَليه دونَ رحمة حتّى أوشكَ على هرسِ قفصهِ الصدريّ و تَحيطمه قَرِيباً، أمالَ رأسهُ لِليسار مُبتَعِداً عن مخالِب ماريُون الّتي تُحاول الوصولَ إليه و تمزيقِ جلده بوحشيّة ليُفلته و يحصلَ على حرّية تحركاته المَشلولة بِلا جَدوى

-" مَهلاً .. أليسَ هَذا، مُجرّد هَجِين؟؟ "-

سَمانثا تَمتمتْ بِصَدمة عِندما كانتْ تَتكئ علَى جسدِ نِيكولاي بقربِهَا لِحين تَستعيد قُدرتها الكامِلَة على الاِتزان بسببِ إصابتِهَا البليغة بينما تُراقِب ما يحدثُ مع فتاهُم الهائِج ذاك بعيونٍ مُضطَرِبة، فضييّقَ الرجل ذو الشَعرِ النِيلي عَيناه و هوَ يُعلّق بِلَهجة غامِضَة و خافِتَة

-" بَلى .. هجينٌ تمكّن من الإطاحةِ بِنَبيلٍ هائِج. "-

يالهَا من مقولةٍ لا تَبدو مَنطقيّة بتاتاً، لو أنّ أحدهم قَالها لهُ دون أن يَرى ذلكَ بأمّ عينيهِ لَانفجرَ ضاحِكاً عليهِ لأسبوع لِشدّة سخافةِ و رَداءة هذهِ النُكتَة
قطبتْ سَمانثا حاجبِيها و هي تُدلِي بشكوكِها إليه

-" مامِن شَيء يُفسّر هَذا .. عَدا أنـ .. "-
-" تمّ تحويلهُ مِن قِبل ذلكَ الوَغد. "-

أكملَ هوَ جُملتها عِوَضاً عنها ثمّ صرّ عَلى أسنانهِ بَينما يهمِس بِعبوس

-" وَ بِئسَاً لِذَلك .. "-

كانَ مُنزعِجاً جِداً منَ الحَقيقة الّتي توصّلوا لَها، فوجود شخصٍ آخر مُقارِب لقوّة فلادمِير يَجعل الأمورَ أكثرَ صعوبةً عليهِم مِما هيَ صَعبة بِالفعل
إنّ حَقيقة كونِ جِيمس هجينٌ تمّ تحويله من قِبلِ فلادمِير شخصيّاً، الشابُ الّذي ينتمي لِلسُلالات الثَلاثة مَعاً و الّذي يتمتّع بقوّة شَديدة .. تجعلُ جِيمس أيضاً قويّ بما فيه الكِفاية ليُطيحَ بِهم جَميعاً
و ذَلِك لأنّ الهَجين يكسبُ قوّته من مصاصِ الدِماء الّذي قام بتحويلهِ بنسبةٍ تتراوح بينَ ثَمانون إلى سَبعونَ بِالمائة .. سيكونُ بِطبيعةِ الحَال أضعف مِمَن قام بتحويلهِ، إلا أن ذلك قَد يجعله مُقارِباً له بالقوّة
و بِمَا أن فلادمِير في مستوى آخر تَماماً عَنهُم جَميعاً فجِيمس ليسَ خصماً سَهلاً هو الآخر و قَد يتفوّق عليهم.

-" أرَى أنّك أخلفتَ بِوَعدكَ، جِيمس. "-

بعيونهِ القُرمزيّة اللّامعة حدّق بالفَتى المَعنيّ و هوَ يُمسك قبّعة القراصنة خاصّته عِندما همسَ بِتلك العِبارة بنبرةٍ هادِئة جداً و ابتسامةٍ صغيرة تَتراقصُ عَلى شفتيهِ مُستمتِعاً بالمَنظر الّذي يُشاهده أمامه على بعدِ مَسافة آمنة من ذلكَ الوَحش اليافِع
لكن فِي أعماقِه .. لَم يَكُن مُستمتِعَاً كَما أوهمَ نَفسه.

دِماءٌ مُتجمّدة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن