دِماءٌ مُتجمّدة.

الفصل الثالث والخمسون.

| صَوتُ الضَمِير |
.
.
.

امتنَّ لِسرعة بديهتهِ عِندما أبعدَ جسده عن طريقِ تلكَ الرَصاصة اللّتي كادتْ أن تُصيبه في الوقتِ المُناسِب ثمّ استدارَ لِلوراء و شتمَ في نفسِه لأن مُهمته في إخمادِ تِلكَ النيران الزَرقاء قد تمّ عَرقلتُها بالفِعل

التفتَ لِلأسفل و صرخَ مُباشرةً يُخاطب زَميله

-" مَساءُ الخيرِ لِيون، هَل تنتظر دَعوةً مَا لِلمُشاركة؟؟ "-

لِيونهارد تململَ عَلى الفور لكنّه انطلقَ بسرعة و وقفَ قُبالةً مبنى القصرِ الضَخم حيثُ كانتْ تلكَ الطلقات تصدر من بقعةٍ مَجهولة بداخلهِ على ما يَبدو
و ماهِيَ سِوى ثوانٍ بقيَ فيها يركّز نظره صوبَ القَصر مُستعمِلاً ميزته في الرؤية عبرَ الأشياءِ المادّية فكشفَ موقع كايُوس مُباشرةً
لكنّه أيضاً شاهدَ أموراً أخرى و تمكّنَ من لمحِ داريُوس بالداخِل سِوى أنه توقّف عن تفعيلِ ميزته كَي يخففّ من مدّة أعراضِها الجانبيّة اللّتي تتمثّل في فقدانهِ لبصره لفترة قَصيرة غالبِاً وَ تعتمد هذهِ الفَترة على الوقتِ اللّذي استغرقهُ هوَ في استعمال ميزته

-" بالداخِل في الطابِق الثانِي لِجوارِ الشُرَفِ الشرقيّة من الجناحِ الأيمَن، هُناك حيث يَختبئ و يَبدو أنه نجح في الحصولِ على موقعٍ جيّد ليصوّب منه نحوكَ دون أن يُظهر نَفسه، يُوجد أيضاً بِضعة رجال من تابعيّ ذلك الشاب في الطابِق ذاتِه "-

لِيونهارد تحدّث بنبرةِ عالِية ليصلَ صوتهُ لإيلْيوت، و الآن هُم بِحاجة لإرسال شخصٍ غيره إلى هُناكَ ليُوقفهم عن حدّهم لأنه أصبحَ بلا فائدة بدونِ بصره حاليّاً

-" سأتكفلُ بِهم ! "-

لاندرِي هتفَ مُباشرةً عندما كانَ يستمع خِلسةً لِليونهارد اللّذي قطبَ حاجباه بحِيرة يُحاول تمييّز ذلك الصوت و التعرّف على هويّة صاحبه دونَ جدوى، بينما انطلقَ قرمزيّ الشعر لِداخل مبنى القَصر ليُنهي هذه المَهزلة

-" لَقد أخفَتنِي "-

فلادمِير نطقَ بنبرة خافِتَة لكن وجهه حملَ ملامِحَ مُسترخية على عكسِ المتوقّع على الأقل بِالنسبةِ لمالفرِيد اللّذي كانَ يركّز تفعيل قدرتهِ على جسدِ صاحبِ قبّعة القراصِنَة ذاك و يُفترض به أن يجثو على ركبتيهِ لهولِ الألم عَلى الأقل .. و رؤية صمودهِ ذاك أجبره على إيقافِ استعمالِ ميزته مؤقتاً لحينِ يستعيد أنفاسه بحكم الآثارِ الجانبيّة المُزعجة لَها و يتركَ المُهمة على قريبهِ
أما بِالنسبةِ لِلُويفان فهوَ لم يُغير تعابير وجههِ الجليديّة تِلك ولا يَبدو أنه سيتأثر بما سيقولهُ خصمه أمامه
كانتْ يده تماماً في موقعِ قلبِ فلادمِير و هو يخترق جسده كالأشبَاحِ، إلغاء ميزته في هذا الوقت سيُنهي حَياة قرمزيّ العينان ذاك بِبَساطة.