الفصل العِشرون.

2.9K 199 288
                                    

| مُقيّد. |
.
.
.

صَباحُ اليومِ التَالي لَم يَكُن مُشرقاً رغم أن أشعّة الشَمس تركتْ أثرها حَول ذَلِكَ المنزل الصغير، حيثُ انتشرتْ في بقاعِه مُتشبّثة بنورِها المُضيء تُبدد ظلام الليلةِ المَاضية

الكِتاب الذي كَان يُدمنُ قِراءته بَدا مُمِلاً للغاية، أو رُبما فَقط تِلكَ كانتْ مُخيّلته
يتذكّر بأن وَاندا أعلمته بوصولِ دايلِن بأمان قبل يَومين، لقد تحدّث إليه لمدة عشر دقائِق ربما و لِمرة واحِدة فَحسب، لم يَعرف ما يُفترض بهِ قوله آنذاك فهو غير مُعتاد على الحَديثِ معه عبر الهاتِف بَعد
في كُلّ مرة تعرض واندا الهاتف ليُحادثه هو فقط يختلقُ أعذاراً جَديدة لتجنّب ذَلِك، و بِطريقة ما يشعرُ بالندم بعد إغلاق دايلِن للمُكاملة دون أن يسمعَ صوته.

اِبتسم بخفّة لدى تذكّره للإزعاج الذي كانَ يُسببّه كُل صباح حينَ يتناولُ فَطورهُ بشراهة بحجّة تقوية جِهازة المَناعيّ، كَذَلِك استعداده المُفرط للذهابِ للمدرسة و مُقابلة أصدقائه، و على ذِكرِهم فهو لم يَحضى بفرصة تَوديعهم سِوى عبرَ الهاتِف، ربما لأن أعدادهم كانتْ ضَخمة و ربما لأن لامبرت كانَ عَجولاً فَحسب
و أياً مَا كان السبب فهو حتماً لَم يَكُن سعيداً بتوديعِهم دون أحضَان.

رَفع جسده عن الأريكة و عدّل من وضعية جلوسهِ عِند سَماعه لبابِ غُرفة واندا يُفتح، فالتفتَ بشكلٍ تلقائي لِيراها ترتدي بذلتها المُعتادة لِلعمل، مع ابتسامة لَطيفة على وَجهِها و هي تُلقي عليه تحيّة الصباح فردّ هو بخمول

-" إذن .. لَستَ في مزاجٍ جيد لِلذهاب اليوم كَذلِك "-
-" كلّا. "-

أجابها بِبساطة ثمّ عادَ لِيستلقي مُجدداً على الأريكة و يقرأ كِتابه مُرغماً، بينما تنهّدت واندا بِقلة حيلة و هيَ تُخرج حذائها ذو الكَعبِ المُنخفض من خزانة الأحذية استعداداً لِلذهاب للعمل

-" داريُوس عَزيزي، لقد غِبتَ لثلاثة أيام بالفِعل، تحتاج حقّاً للعودةِ للمدرسة "-
-" ماريُون يُرسل لي موجزَ الدروس التي فاتتنِي بالفِعل، كما أنها مُجرد ثلاثة أيام، لَن أُفصلَ بِسببها "-
-" أنتَ تُحمّله المزيدَ من الأعباء، هوَ كَذلِك يحتاجُ للتركيزِ على دِراستهِ "-
-" خالتي، نحنُ مَصاصو الدِماء يُمكننا حِفظُ المعلومات بشكلٍ أسرع فلا خوفَ عَليهِ، أعتذر، لكن لا رغبةَ لِي بمُغادرة المنزل اليوم. "-

لم تَملك وَاندا ما تقوله بعد ذَلِك، فتنهّدتْ مُجدداً بيأس و هي تخرجُ من المنزل آملةً أن يعودَ مزاج ذلك الفتى كالسابِق، فهو حَتماً يمرّ بظروفٍ صَعبة لا يُمكنه تقبّلها بعد.

__________________

-" إذن، ماهِيَ خُطوتكَ التالِية؟ "-

دِماءٌ مُتجمّدة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن