| يُوجين |
.
.
.-" أُمي؟ "-
هتفَ مُنادياً إياها بينما يطرقُ باب غُرفتها برِفق فجاءه صوتها اللطيف و هيَ تأذنُ له بالدخول
ففتحَ البابَ الخشبيّ و ابتسمَ مُلقياً التحيّة و كعادتهِ سألها عن يومها و صِحّتها ثم تمتمَ باستنكار واضح و نبرة قلِقة-" ألم يعد داري بعد؟ لقد غربتْ الشمسُ بِالفعل "-
-" لقدَ قال بأنه سيتأخر لبعضِ الوقت مع رِفاقه، أحدهم حصلَ على سيّارة جديدة و سيقومُ بأخذهم في جَولةٍ ما "-
-" هَكَذا إذن ! "-صرخَ بسعادة بينما تلتمعُ عيناهُ الخضراء بتأثّر واضح فأمرُ حصولِ أخيهِ الأكبر على أصدقاء يجعلهُ يبكي فَرحاً .. هو لم يعد دودةَ الكُتب اللّذي يعزلُ نفسه في غرفته وَحيداً بعد الآن، إنه يستمتعُ مع أُناس حقيقيّون و التفكيرُ بذلك جعل دايلِن يرسم ابتسامة مُمتنّة عريضة على وجههِ
-" آوه أنا كذلك سأتأخر مع أحدِ أصدقائي، لكنّني سأعود قبل الثامِنَة .. "-
-" رافقتكَ السلامة عَزيزي .. وَ كُن حذِراً ! "-أومئ لها إيجابَاً ثم خرجَ مُغلقاً الباب خلفه يدندنُ ألحانَ السعادة في طريقه.
________________________
كانَ يقفُ في مكانهِ المُعتاد لجوار باب الرُدهة، يُراقب شقيقه الأكبر و هو يحملُ بعض الملفات التي تخصّ عدة قضايا مُكلف بها و بدا مشغولٌ لِلغاية بينما يجلسُ على إحدى الأرائك و سرعان ما تقدّم منهُ كلاوتن يجلسُ بقربهِ و يُلقي نظرة على تلك الملفّات بذاتِ تعابيرهِ الواثقة و الفخورة مما جعلَ مالفريد يبتسم له بلُطف و هو يناقشهُ بخصوص بعض القضايا التي بدأ يحلها و يخوض في تَفاصِيلها بالفعل
تراجعَ للخلف بعد أن حفظَ ذلك المشهد برأسه ثم جلسَ القرفصاء أمام بابِ غرفته المُغلق دون أن يدخلها، عقلهُ كان يفكر بسرعة بخصوصِ أماكن أفراد عائلته الحاليّة
آديلين ذهبتْ منذ ساعتين و بِالطبع هو لا عِلم له إلى أين لكنّها لن تعود باكِراً
عمّه نيثان و زوجتهُ غادرا المنزل منذ الصباح بعد أن ألقتْ زوجة عمّه عدة إرشادات على التوأمين اللّذين لم يعودا من المدرسة بعد مِما يعني أن شقيقه الآخر معهم .. لورين ذهبت مع لاندري لمكانٍ يجهلهُ و أياً كانتْ وجهتهما فهي تروقُ للاندري على الأرجح من خلال تذكّر تعابير وجههِ المتحمسّة أثناء ذهابه
لا أحد بالمنزل سِواه مع عمّه كلاوتن و مالفريدنهضَ عن الأرض و مشى بخطوات بطيئة ناحية الباب الخلفيّ ليفتحه بهدوء شديد و يخرج منه بعد أن رسمَ خُطة هروب مِثاليّة بعقلهِ ..
ضلّ يمشي مُبتعداً عن منزله دون هدفٍ أو وجهه مُعينة .. فقط يرغب بالابتعاد عن ذاك المكان و البقاء بمفردهِ كالعادة، ليسَ و كأنه شخص يحب الوِحدة و يكره أفراد عائلته .. هو فقط اِعتاد على البقاء بمفردهِ نظراً لأن لا أحد في أسرته قد يُضيع وقته الثمين في البقاء مع طفل مثله
سيعود عندما يرغب بذلك أو ربما قد لا يعود للمنزل مُجدداً.
أنت تقرأ
دِماءٌ مُتجمّدة.
Vampire(مُكتَمِلة) نَحنُ نَسقطُ بِبُطئ نَحوَ الأعلى .. نتمسّكُ بآخر ما تبقّى من الأمل المُهشّمِ مُتظاهرينَ بالقوّةِ و القُدرة على الصُمود. دَعنِي أُخبركَ، الحَياةُ الهادِئة و المُسالمة لا تستمرُ للأبد دَعنِي أُنقذكَ، الأوهامُ لن تُبقيكَ قويّاً كما تظنّ دَع...