الفصل السابع والخمسون.

954 113 176
                                    

| هَيجانُ ماريُون |
.
.
.

-" هَل تَمزح مَعي؟ "-

مِيشيل تَمتمتْ بصوتٍ خافِت خرجَ من أعماقِ صَدمتِها لدى رؤيتِها لِعيونِ ماريُون الدمويّة، ليسَ فَقط مُقلتيهِ بَل البياضُ المُحيط بهمها تشرّبَ أيضاً باللّون القرمزيّ ذاته فَبات مظهره مُثيراً لِلرعب و القَلق فِي نفوسِهم !

بِطبيعةِ الحَال، فَهيجانُ النُبلاء لديه مراحِلَ و تدرّجات
و من خِلال نَظرة واحِدة لماريُون تمكّنت هيَ من معرفة أيّ نوع من الهائِجين هُم على وَشكِ مُواجهته الآن ..
و لا يَبدو مُطلقاً أنّ حالته تُبشر بأي خير نَظراً لِملامح وَجهها.

لَكِن يُوجد سبب و دافِع دَوماً وراء هَيجانِ أي نَبِيل.

-" هَل يظنّ أن مَالفرِيد قد مَات؟؟ "-

كلاوتِن تحدّثَ مع نبرةٍ قَلِقة و نَبضاتِ قلبٍ مُتسارِعة، لا يُوجد تَفسير آخر عدا ذَلِك نَظراً لحالته هذه .. نظرَ صوبَ لُورِين بقربهِ و الّتي كانتْ تُحملق بماريُون مع عيونٍ مُتسعة

-" كلّا .. مَهلاً هوَ ليسَ مَيتاً ! عَلى أحدِهم أن يُخبره ! "-
-" هَذا غير مُمكِن. "-

أجابَها والِدها بفتور كشخصٍ فَقد الأمل مُباشرةً و هوَ يُرخي عَضلاتِ وجهه مُستسلماً لِلواقع المَرِير، في هذا الوضع الفَتى لَن يستجيبَ لأيّ مؤثراتٍ خارجيّة و لَن يكونوا قادِرينَ على إيضاحِ سوء الفهمِ له على الإطلاق.

-" من فَضلكُم تَراجعوا ! "-

سَمانثا صرختْ بنبرةٍ آمِرة و هي تتقدّم الجميع و تمدّ ذراعها لتؤشر لهم بالحِفاظِ عَلى مسافة آمِنة بعيداً عن ماريُون، ثمّ بلعتْ رَمقها و هي تهمس

-" إنّه حالةٌ اِستثنائِية .. "-
-" ما الّذي يَحدث ؟! .. "-

داريُوس تمتمَ بِقلق فصرّ ماكسِيم على أسنانه و هو يُعلّق بحاجبٍ مَرفوع

-" نَبِيلٌ هائِج، مِثاليّ ! ذَلِك تَماماً ما كانَ ينقُصنا ! "-

بُندقيّ الشعر صوّبَ نظره ناحِية رفيقه و جزع بِذَلك المَنظر عِندما شاهده بوضوح، تحرّك الأخير مُتقدِمَاً لِلأمام بلا هُدى كَدُمية خالية الروح يتمّ تحريكها بِواسطةِ خيوطِ المسرحِ الخفيّة وراء الكوالِيس مِن قِبل قوى خفيّة، كشيطانٍ تلبّس ذلك الجَسد و تحكّم بخطواتهِ، بِدايةً كانَ يخطو بِترنّح و يَبدو أنه لا يُسيطر على توازنهِ بشكلٍ صحيح، إلّا أنه استقامَ حينها بعدول و رفعَ رأسه أكثر ليقذفَ بنظرةٍ وحشيّة تجاه فلادمِير اللّذي تبسّم باِستخفاف كَعادتهِ

دِماءٌ مُتجمّدة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن