| المُذنِب بِلَا ذَنب ٢ |
.
.
.تقدّم و وضعَ كأسًا فاخِرًا فوقَ الطاوِلة الّتي كانتْ تجلسُ خَلفها ثمّ مَلأهُ بذلكَ السائل القرمزيّ الدامِي و هوَ يعرض عَليها الشُرب
-" كلّا، لا بأس، سبقَ و رويتُ عَطَشِي "-
-" آه بِالفعل، أنتُم النُبلاء لا تَعطشونَ بسرعة "-علّق مع ابتسامةٍ مُتكلّفة و هوَ يرفع ذلك الكأس بأناملهِ و يُفرغ محتواهُ في فمهِ دفعة واحِدة أمامَ ناظِريها، و تصرّفه ذاك جعلها تَقطبُ حاجِبيها بِنُفور و قَلق رغم مُحافظتها على ملامح وجهِها الهادِئة
-" إذَن، ما سَببُ مَجِيء زوجة المُجرِم إلى حدودِ أديلمَار؟ أكانتْ مُجرد رغبة في زيارةِ زوجكِ كَما زعمتي؟ "-
اِفتتحَ الموضوع مُباشرةً و هوَ يسترخِي في جَلستهِ المليئة بِالغرور و الغَطرسة قاصِدًا إغاضتَهَا و رؤيتها تَتمادى في الحَديثِ مَعه، لكنّ سكارلِيت بَدت ساكِنة لِلغاية على عكسِ توقّعاته حينَ أردفتْ
-" هَذا صحيح سموّك .. أرغبُُ بزيارةِ كُولِن و الحَديثِ مَعه، أنَا حتى لم أحصل على فُرصة لِفهم التفاصيل و مَعرفةِ مَا حَدثَ معه بشكلٍ صَحيح "-
-" مَا الشَيء الّذي لَم تفهميهِ في أن زوجكِ قَد خرقَ قوانِين أديلمَار؟ "-تَساءل بحاجبٍ مَرفوع و بِلَهجة مُستنكِرة، فتنهّدتْ سكارلِيت و هيَ تعلّق على كَلامه
-" يُفترض أن يكونَ هُناك اِستثناءات، كُولِن قضى معظم حَياتهِ يحمي سلالتهُ و ليسَ فقط كعملهِ فِي النُخبَة .. أرى بأن تضَعَ في عينِ الاِعتبار كلّ ما قدّمه من أمور إيجابيّة حتى الآن، أيها الأمير إيثِيل "-
لَم يُجِبها مُباشرة، بَل لفتَ اِنتباههما دخول زوجتهِ ذاتَ النمشِ الخفيفِ و الباهِت جدًا حولَ أنفها، و عِندمَا شاهدتْ وجودَ سكارلِيت في جَناحِهم ضيّيقت قُرمزيتاها بنفور بَينما تقتربُ إليهم
-" مَا الّذي تفعله هذهِ الاِمرأة هُنا؟ إيثِيل؟ "-
-" جاءتْ لزيارةِ المُجرِم، و .. إقناعي بِبعض الخزعبلَات؟ "-سكارلِيت حافظتْ على صمتِهَا و هدوئهَا رغمَ الحَسرة و الغيضِ الّذي تشعر بهِ بداخِلها، أدركتْ أنهم يتعمّدونَ اِستفزازهَا بشتّى الطرق و أيًا كانتْ غايتهم من هذه الحَركة الرخِيصة فهيَ لَن تقعَ فِي شباكِهَا
جَلستْ هِيلينا بقربِ إيثِيل على ذاتِ الأريكة الطَويلة و الفاخِرة و هيَ تعدّل تسريحةَ شعرِهَا و ترفعهُ لِلأعلى ..
-" لَا مانِعَ لديّ من زِيارتكِ له، سأطلبُ من الحرسِ جَلبهُ فورًا "-
تحدّث فجأة ثمّ طبّقَ ما قَالهُ حينَ صرخَ باِسم أحد الحراس لِيُلبي نداءهُ مسرعًا تحتَ أنظارِ سكارلِيت المَذهولة، لَقد ظنّت أنها ستعانِي أكثر لِمُقابلة كُولِن
عَجِزت عن السَيطرة على مَلامِحها فظهرتْ السعادة جلّية على وجهِها و ذَلِك جعلَ هِيلينا تشمئز بِنُفور و هيَ تُشيح بِبصرها بعيدًا عنها
أنت تقرأ
دِماءٌ مُتجمّدة.
Vampire(مُكتَمِلة) نَحنُ نَسقطُ بِبُطئ نَحوَ الأعلى .. نتمسّكُ بآخر ما تبقّى من الأمل المُهشّمِ مُتظاهرينَ بالقوّةِ و القُدرة على الصُمود. دَعنِي أُخبركَ، الحَياةُ الهادِئة و المُسالمة لا تستمرُ للأبد دَعنِي أُنقذكَ، الأوهامُ لن تُبقيكَ قويّاً كما تظنّ دَع...