الفصل الواحد والستّون.

1K 122 190
                                    

| اِنتصارٌ مؤقّتْ |
.
.
.

هيجانُ ماريُون الأعمَى تمّ إيقافهُ و اِختطافُ ذلكَ الأخيرِ من الموتِ بِأعجوبَة و خطّة مَدروسة وضعَ فِيها داريُوس حَياتهُ عَلى المِحك لأنقاذِ صَدِيقه الثَمِين مُستغلاً كل الوسائِل المُمكِنة أمامه
و اِنتهَى الأمر بأفضلِ طَرِيقه دونَ وقوعِ ضَحايا لحسنِ الحظّ.

لكن هُناك مَن لَم تَرق لهُ تِلكَ النِهاية السَعيدة على ما يَبدو
جِيمس كانَ يقفُ بعيداً عن الأنظَار وَ يُحملق بُعيونٍ بارِدة حَملتْ رشّة حِقدٍ ناحيةَ فوضَى الاِحتفال كَما يراها، رغم أن أحدهم لَم يَكُن يحتفل فِعلياً إنّما كانَ الأمر أشبه بإنجازٍ يُحتَذى فِيه فَحسب
و معَ ذَلِك هوَ لَم يملك نيّة في التدخّل رغم قدرتهِ عَلى التخلّص من ذلكَ الصبيّ إن أرادَ ذَلك بحلولِ الآن، نَظراً لِانتهاء هَيجانه.

كانتْ دقائق مَعدودة هِيَ الّتي شعرَ فِيها داريُوس ببعضِ الراحة و السلام وسطَ زوبعةِ الحربِ و الكوارِث الّتي حَدثتْ حولَهُم
لكن ذلِكَ حَتماً لم يطُل.

رفعَ الجزئ العلويّ مِن جسده بِإرهاق يُحاول اِستعادة عافِيته بسرعة، بَينما كانتْ إيفا بقربهِ تتفحّص قَرِيبها النائِم و هي تُحاول تضميدَ ما تبقّى من ذِراعاه باِستخدامِ مِعطفها، و رغمَ ملامِحها الذابِلَة أثناء فِعلِها لِذلك إلا أنّ هُناك طيف اِبتسامة لاحَ في وجهها اللّطيف، فبعد كلّ شَيء ماريُون لم يَرحل.
تَزامُناً مع وصولِ كلاوتِن رِفقةَ إيريك إلى المكانَ تارِكانِ وراءهُما نِيثان مع ابنهِ الأكبَر ليكونا بقربِ النائِمينَ الآخرين

عِندما شاهدهُما داريُوس يقتربان شعرَ بالقليلِ مِنَ التوتّر، ما باليدِ حِيلة فحتّى لو كانَ ما فعله هوَ الصواب و الطَرِيقة الوحيدة لإنقاذِ الوَضع فلا يُمكنهُ التَغاضِي عن جزئيةِ قطعهِ لِأطراف رَفيقه بذاك الشَكل
تحاملَ على نفسهِ و نهضَ على كِلتا قدميهِ مع حاجِبانِ مَعقودان و هوَ يُحاول العثور على عذرٍ أو كلماتٍ مُلائمة لِيقولها في هَذا الموقِف
لكنّ كلاوتِن سرعانَ ما تبسّم بِمَرح و اِمتنان عِندما استفتحَ الحَديث مُخاطِباً الفَتى أمامهُ بنبرةٍ بَشوشة و دافِئة

-" ماريُون بِلا شكّ، اِختار الشخصَ المُناسِب ليكونَ صَديقه العَزِيز. "-

اِلتمعتْ قرمزيّتاه لَدى سماعهِ لِتلكَ الكلماتِ عَلى الفَور، و بانَ التأثّر جليّاً على ملامحِ وجههِ آنذاك و هوَ يُطأطأ برأسهِ لِلأسفل مُتحاشِياً النظر لِمَن حوله

-" هَذا لَن يُنجيكَ من العِقاب ! "-

ماكسِيم تحدّثَ و الشررّ يَتطاير من مُقلتيهِ فورَ وصولهِ بَينما كانَ نِيكولاي يُمسك بهِ كَي لا يتهوّر و يقتل الصبيّ بدلاً من أن يقتلَ هو نفسه بأفعالهِ الطائِشة كَما يَراها و هوَ يُتمتم بِعباراتٍ من شأنِها تهدئة الرجلِ الثائِر بقربهِ مُبتسِماً بتكلّف

دِماءٌ مُتجمّدة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن