الفصل الثالث

4.1K 264 194
                                    

| فاسبِندر |
.
.
.

دخلَ المنزل بهدوء ليخلعَ حِذاءهُ الرياضيّ الداكِن و يضعهم في المكان المخصصّ لهم قبلَ أن يلفتَ انتباههُ الفتَى الأشقر أمامه و الذي كان يمشي برويّة و بهدوء كَي لا يُحدثَ ضَجِيجاً
قطبَ حاجبيه بانزعاج لدى رؤيته لملابسِ المعنيّ المدرسيّة الرسمية و ذلكَ جعلهُ يستقيم صارِخاً بتوبيخ

-" دايلِن ؟؟ لَقَد ذهبتَ لِلمَدرسة اليوم ! "-

انتفصَ جسد الأصغر برعب فورَ سماعه لصوتِ أخيهِ المُخيف خلفهُ لِيلتفتَ للوراءِ بسرعة مُبرراً بعذر سخيف لم يجد أفضلَ منهُ بينما يحرّك يداه بعشوائية نافياً ظنونَ داريُوس كي يَتَحاشى نظراتهِ القاتِلة نحوه و اللّتي توحي بشخصٍ سيقوم بافتراسهِ بعد ثوانٍ

-" لـ.. ليسَ كَما تظنّ أنا لم أذهب للمدرسة .. فـ.. فَقط قمتُ بارتداء الزيّ كي لا أ.. أشعر بالوحدة وأنا في المنزل و.. "-
-" دايلِن اذهب لتغيير ملابسكَ و سأنتظركَ في الرُدهة ! "-

قالها بنبرة آمرة و تقدّم بخطوات سريعة مُتجاوزاً أخاهُ الذي تصنّم مكانهُ بشكل غَبيّ قبل أن يستوعبَ ما قاله داريُوس للتو ليستديرَ و يركض لغرفته لِتنفيذ أمرِ شقيقه بأسرعِ وقت رغم كونه يدرك أنّ الحوار الذي سيخوضانهِ لن يكون مُسلياً البتة

____________________

-" دعني أسألك سؤالاً واحداً فقط بِحَاجة لإجابته .. أين تُخفي أولئك الفتيات؟ بالطبع أنتَ لستَ أحمقاً لتجعلهم في مكانٍ مكشوف فقد تمكنتَ بالفعل من تجاوز الاتهامات حولكَ لكن في الوقت ذاته لا يُمكن أن تضعهم في مكان بعيدٍ عن شقتك لذا أرجح أنهم هنا في مكانٍ ما، ألستُ مُحقّاً جيمس؟ "-

قالها بثقة عَمياء و نبرةِ هادئة مُتزنة تتخلّلها القليلُ من السخرية و الاستهوان فقد أدركَ بالفعل أن كلامه صحيح من خلال تعابيرِ جيمس التي تغيرتْ لأخرى مُنزعجة مع لمسة غضب طغتْ عليه حينها لإدراكه كم كانتْ خطته سهلة القراءة بالنسبة لِلفَتى أمامه

-" لستَ سيئاً ماريُون .. لكن السؤال المطروح هنا هل حقاً أولئكَ الفتيات على قيدِ الحياةِ حتّى الآن؟؟ "-

انقبضتْ ملامح ماريون لأخرى أشدّ هدوئاً و برودةً و سرعان ما ارتسمت ابتسامة عَريضة على شفتيه ليُجيب بِبَساطة

-" أنت لن تَقوم بقتلهنّ بهذهِ السهولة .. ليسَ و أنتَ جَلبتهنّ لسرقة الدِماء، ستبقيهنّ على قيدِ الحياة لأطول فَترة مُمكنة لاستغلال ذَلِك "-
-" كَفاكَ عبثاً ! "-

صرخَ بنفاذ صبر و قد شعر بأن كلمة إضافية من فم ماريُون كفيلة بتفجير عقله لشدة الضغط الذي وقع عليهِ ساعتها ليهجم على المعنيّ بسرعة مُوجهاً له لكمة عنيفة لمعدتهِ لم يتمكن ماريون من تفاديها في الوقت المُناسب فسقطَ أرضاً بسهولة و ذلك جعل ابتسامةً شيطانية تتراقصُ على وجهِ جيمس الذي شعرَ بنشوة الانتصار أخيراً، سوى أن الضربة التالية تمكّن ماريون من تفاديها بسهولة و ذلك جعلهُ يستاء من رد الفعل البديهيّ هذا فتراجع خطوتين لِلوراء بينما يستعيد ماريون توازنه واضعاً يده على معدته التي تلّقت تِلكَ اللكمة

دِماءٌ مُتجمّدة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن