الفصل الثاني والثلاثون.

1K 120 95
                                    

| عَاقِبةُ المُتطفّلِين |
.
.
.

عِنَدما حاولَ جاهِداً مُعاودة رؤية الاثنين اللّذانِ اختفيا مِن ناظِريه وجدَ أنه من المُستحيل تعقّبهما من خلالِ نافذة غُرفته
تنهّد بِمَلل و هُو ينفضُ الأفكارَ السوداويّة عن رأسه، إنه لا يزال شخصاً جَديداً في هذا القصر و ليسَ مؤهلاً لِمعرفة كل ما يَحدث هُنا بل هوَ ليس الشَخص اللّذي قد يميّز الأمور المَشبوهه مِنَ الطبيعية نَظراً لقلّة معلوماتِه عن سُلالته

لَكن حِدسه فقط ضلّ يُخبره بأنّ ما شاهدهُ لِلتو لا يُفترضُ بهِ أن يبدو 'طَبيعياً'..
رغم ذَلِك، ما باليد حِيلة.

ألقى نَظرة أخيرة على مظهرهِ في المِرآة مُجدداً ثمّ تجهّز لِلمغادرة، و فِي الممر لَم يُقابل أحد الأُمراء كَالعادة، فَقط بعضُ الخَدمِ و حَرس الأبوابِ، هذهِ المَرة كانَ يَمشي مع القَليلِ من الثِقة اللّتي حاولَ تصنّعها، و شاهدَ بوضوح الطريقة شَديدة الاحترام اللّتي باتَ الحرسُ و الخدم حوله يتعاملون مَعه بِها، مُنذ أن أصبح أميراً ذا هالة ملكيّة حقيقية أخيراً على ما يَبدو..

أرادَ معرفة الطريق لِغرف أسرته في هَذا الجناح، لكنّه غيّر رأيه في النِهاية و قررّ الخروج من هُنا بنفسه و تفقّد الأوضاع، و إن حدثَ شيء مَا هو سيعود لِغرفته فَقط ..
رفعَ رأسه يُحدق بالساعة الجِدارية العِملاق أمامه، عقاربها الثَقيلة كانت تُشير لِلسابِعة والنِصف مَساءً، بحسب كلامِ لُوسيوس فإن المأدبة سَتبدأ رسمياً بعدَ ساعة من الآن، لكن لا ضَير مِن التواجد هُناك مُبكراً بِساعة، خصوصاً و أنه يَملكُ السلطة في كونِه أحد أمراء القَصر الرئيسيّ
لن يمنعهُ أحد ..

حِينَ خرج من الجناح المخصصّ لأسرته، بقيَ يحاول تذكّر طريق الخروجِ من هذا القصر الضَخم مستعيناً بذكرياتِه عن رحلته مع لُوسيوس إلى هِيلفسانو
و بالفِعل تمكّن من إيجاد إحدى البواباتِ الثَلاث لِلخروج

-" مَساءُ الخَير سموّ الأميرِ داريُوس. "-

انتفضَ مُتفاجِئاً لدى سماعه لأحدِ الحَرس يحيّه بهذه الطَريقة، بِئساً هوَ ليس مُعتاد على هَذا النوع من الحِوارات

-" مَـ.. ـساءُ الخَير.. "-

أجابَ بخفوتِ و حَرج، ثمّ أكملَ طريقه لِلخارج عندما وجد أنّ الحَرس لَم يُوقِفوه عن ذَلِك، و فورَ خروجة استقبلتهُ حَديقة واسِعة تمتدّ على مَدى بَصره وصولاً حتّى أساوِرَ القصورِ اللّذي كانَ قد شاهدها رِفقةَ لُوسيوس أيضاً
و يتذكّر جيداً أنها تحوي طاقة غَريبة تمنع أي شَخصٍ من تجاوزها دون تصَريحٍ رَسميّ أو ما شَابه، و مِن شأنها التسببّ بضرر لِمَن يُعاند و يصرّ على الخروج

دِماءٌ مُتجمّدة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن