الفصل الرابِع والعشرون

1.3K 128 70
                                    

| هِيلفَاسنو |
.
.
.

حطّتْ أقدامهُ عَلى ذلِكَ الممرّ يَمشي بخطواتٍ عَجِلَة ليُرفرفَ مِعطفه الأَحمر ذو النقوشِ الذهبيّة عَلى كَتفيه حَالما أصبحَ خارِج القَصر، التفتَ بمرح لِلفتى خَلفه و هَتف

-" هَل أنتَ مُتحمّس لجولَتِنا، داريُوس؟ "-

همهمَ ذَلك المَقصود دون إجابَة واضحة، فهوَ لا يَزال يشعرُ بشيءٍ من التوتّر يُخالجه، تُرى هَل سيُغضِبُ هَذا إيدولاس حِين يَعلم؟
أشاحَ بِوجهه بَعيداً حِين فكّر بأنه يُمكنه ببساطة إلقاء اللّوم عَلى مُموّجِّ الشَعرِ ذَاك و اتّهامه بأنه أجبره عَلى القدوم مَعه، نعم، حَتماً والده سَيقفُ بِصفّه
ابتسمَ يُفكّر في وضعِ لُوسيوس و هوَ يُحاول التَبرير لإيدولاس فرسمَ ذَلِك ملامحَ بلهاء عَلى وجههِ مِما دفعَ ذا المِعطفِ الأحمرَ أمامه لِلتحديق بِه بشيء مِن الاستنكار والغباء يتأملّ ملامِحَ داريُوس المُستمتعة

-" هَل أنتَ مُتحمّس لهذا الحدّ؟؟ "-

رَفع داريُوس رأسه و ظَهر الخَجل جليّاً حِين أدركَ أنّه لم يتحكّم بملامِحِ وجههِ تِلك، أشاح باستحياء و طَلبَ من لُوسيوس نِسيان الأمر فحسب
ابتسمَ ذلك الأخير و أخذ يَمشي عَلى الثلجِ الناعِم تَحته بحيويّة يتبعهُ داريُوس بهدوء وانتِظام حتّي وَصل كِلاهما لبوابّة فُولاذيّة ضَخمة، حالما رآها داريُوس شعرَ بوجودِ طاقّة غريبة تنبعثُ مِن ذَلِك المعدن و جعلهُ غَير مُطمئن لِوهله، لاحظَ لُوسيوس ملامحَ وجههِ تِلك فهتفَ مُفسّراً على الفَور

-" هَل شعرتَ بِذلِك؟ إنها تبعثُ بِطاقة دِفاعيّة، إنَ حدثَ و لَمِست تِلكَ القُضبان المعدنيّة أو اقتربتَ مِنها مسافة مُعيّنة ستُصاب بشدّة و قَد تفقدُ وَعيك مُباشرة، لِذا فلا يُمكن لِأي شخص العبور عَبر بواباتِ القَصورِ الرئِيسية سِوى بإذن رسميّ لِإزالة ذَلِك الحاجز الوِقائي مؤقتاً. "-
-" و هَل حَصلت عَلى إذنٍ رَسميّ.. ؟ "-

تسائَلَ داريُوس يرادوهُ بعضَ الشكّ حِينَ ضيّيق عينيهِ القُرمزيّة يُحملق فِي لُوسيوس ينتظرُ إجابَته، سِوى أن ذلك الأَخير رفعَ ذراعه ملوّحِاً لرجلٍ يراهُ داريُوس لِلمرة الأولى، لكنّ ذَلِك المِعطف الأبيض اللّذي يرتديه بدا مألوفاً جِداً له، إنّه زيّ يشابه خاصّة الهجناءِ اللّذين أعادوه لِلقصر فِي تِلكَ اللّيلة..
فأدركَ على الفور أن ذَلِكَ الرجل أحد الهُجناء التّابعين لِسلالتِه، نكسَ عينيهِ بشيء من الشرود و لَم يَكُن يُنصت بوضوح لِلمحادثة اللّتي دارتْ بينهُ و بينَ لُوسيوس آنَذاك، فهاهوَ ذا عقلهُ بدأ باستعادة الذِكريات السيئة ليضعهُ في دوامّة أفكارِه البائِسة كالمُعتاد

-" الأَمير لُوسيوس، طابَ نَهارُك سيّدي. "-

قالَ الرجل باحترامٍ شَديد مع انحناءه قَصيرة حِين وقفَ مُقابل مُمّوجِ الشَعر ذَاك، ابتسمَ لُوسيوس بِمرح و فَردَ كِلتا ذِراعيه ملوّحاً لِلهواء حِين أجابه

دِماءٌ مُتجمّدة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن