الفصل الثانِي عَشر

1.9K 169 76
                                    

|عازِفُ الغِيتار وَ البَطل|
.
.
.

| المنطقة الشماليّة _ حُدود النُبلاء |
[قَبلَ أربعةَ عشرَ عاماً]

تنبّهتْ الشمسُ لِضيائِها المُنتشر على بقاعِ الثلجِ النَاصِعَة فحطّتْ أشعّتها الذَهبية تنعكسُ في عينيهِ الداكِنة ذوات لون السماءِ الليليّ بينما كانَ هوَ يجلسُ القرفصاء فوق تِلك التلّة الثلجيّة مُتخذاً وضعية العزف و بين أنامله الصغيرة حملَ ذلكَ الغِيتار الكبير نسبة إلى عمره و حَجمِه

-" مُذهلة ! "-

همسَ طفلُ الرابعة الذي كان يجلسُ فوقَ صَخرةِ مُسطّحة تماماً لِجوار حاملِ الغِيتار الذي يكبرهُ بأربعة أعوام و الذي رفعَ رأسه إليه مع ابتسامةِ عريضة تُزيّن ملامح وجهه الطفوليّة و هو يُخاطبُ أخاه الصَغير المَذهول بِما سَمِعَ من ألحانٍ عَذِبة قبل لَحظات

-" حقاً؟ سأجعلُ أمّي تسمعها لاحِقاً، حتماً ستحبّها "-

أومئ الأصغر إيجاباً عِدة مرّات بشكلٍ مُتَتالي يؤكدُ كلامَ شقيقهِ الأَكبر بعزم و ثِقَة ثم هتفَ بعفويّة فارِداً كِلتا ذراعاه في الهواء بحركةِ طفوليّة

-" ستكونُ عازِف غِيتار رائِع، لُوي ..! "-
-" أَجل. "-

صرخَ بحماس مؤيداً الفِكرة بينما يُحافظُ على ابتسامتهِ اللَطيفة تِلك ثمّ سادَ الصمتُ بينهما لِدقيقة تالية حيثُ شروق الشمسِ أمَامهمُا كانَ أشبه بيدٍ حانيةٍ تُربّت على رأسيهما مَعاً و تمتدحهما بِحرارة لدى وقوعِ أشعتها الذهبيّة على ملابسهما تخاطبُ الغيوم حولها بالانقشاعِ و تركِ السماء الزرقاء صافيةً تماماً كابتسامتهما

-" أنتَ ستكونُ عازِف غيتارٍ رائِع، لكن ماذا سَأكونُ أَنا؟ "-

همسَ الأصغر بترددّ و نبرة مُختنقة بعد أن نكسَ رأسه للأسفل بإحباط شديد بانَ في عينيه الواسِعة التي حملتْ لون الثلجِ الفاتح فيهما

-" ستكونُ بطلاً. "-
-" هاه؟؟ "-

رفعَ رأسه بِتلقائِيّة و تعجّب مُتسائلاً عن مقصدِ أخيه بنبرةِ طُفوليّة تناسبُ حجمهُ الصَغير بينما أكملَ لُويفان حديثهُ مع ابتسامة أكثر إشراقاً و هو يتأمل مشهدَ الشُروق أمامهما مُباشرةً كما لو أنه يأخذ بنصائح الشمسِ و يُلقيها على أخاه

-" ستكونُ البطل الذي يُنقذُ الكثيرين من المَوت، باستخدامِ قدرتكَ الخاصّة ستتمكّن من مُساعدة الكثيرين لاند، لا تجعلْ أحدهم يَتألم بعد الآن. "-

التمعتْ عينا لاندري ساعتها بينَ مزيجاً مِن الصدمة و السعادة التي غرزها شقيقه في قلبهِ بكلماتهِ تلك، و لكم كانتْ سعادتهُ الطفوليّة كبيرة بصفته بطلاً يُنقذ الآخرين و التفكير بذلك جعله يرفع يديه عالياً و يصرخ مؤيداً ذاكَ الاِقتراح بكلّ ما أُوتيَ من قوّةٍ و عَزم

دِماءٌ مُتجمّدة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن