الفصل التاسِع عَشر

1.8K 168 183
                                    

| رَحِيلُ دايلِن |
.
.
.

لعلَّ جمالَ الحَياةِ يكمنُ في الكَثيرِ من قَساوتِها ..
لعلّ الحزنَ العَميق ليسَ سوى مِفتاحاً للسعادة الأَبديّة .. لعلّ كُل دمعةٍ ساقطة تَسقي بالداخِلِ ألفَ زهرة، دون أن نُدركَ ذَلِك ..

فالتُغلق عيناكَ و لِتنَم بِسلام، لن يؤذيكَ أحدهم بعدَ الآن.

ربّتَ على شعرهِ الأشقر المُبعثر بعفويّة، و ابتسم بدفء بينما يُراقب عينيهِ و هما تغلقان استعداداً للخوضِ في بحرٍ واسع من الأحلامِ الوَرديّة

-" داري، شُكراً على بقائكَ مَعي. "-

تحدّث الطفل ذو الثامِنة بابتسامةٍ لطيفة مع صوتٍ ناعِس بالكاد يُسمع، سوى أن داريوس تمكّنَ من سماعه و ذلك رسم ابتسامةً عَريضة على وجههِ بينما يرد بهدوء مُتأملاً ملامح أخيه الأصغر الذي يغطّ في نومٍ عميق بمُنتهى الراحة و الأمان.

-" سأبقى كَذلكَ مادمتُ حَيّاً، داي "-

______________

-" أكلُّ شيء عَلى خيرِ ما يُرام؟ "-

تَسائَل مالفريد بفضول مع ابتسامة عَذِبة زيّنت ملامح وجههِ بينما يُحدق بأخيهِ الذي كانَ يسندُ وجههِ ليده و ينظرُ للفراغِ أمامه بشرود، و حَالما انتبهَ لصوتِ مالفريد رفع رأسهُ بسرعة و أجابه بهدوء

-" لَيسَ حقّاً، لأكونَ صريحاً أصبحَ الوضع فَوضوياً في المنزل مؤخراً "-

أطلقَ مالفريد ضَحكة قصيرة ثمّ تقدّم من شقيقهِ و بعثرَ بشعرهِ التُرابيّ بمرح قبل أن يعرضَ عليه الخُروجَ معه الليلة

-" بِجديّة مالفريد، ليسَ و كأنني حَبيبتكَ لتقوم بدعوتي للخروج برفقتكَ، كما أن الوقت مُتأخر بالفِعل "-
-" أرى أنكَ تتعلم فُنونَ الردّ بشكلٍ سَريع "-

علّقَ مالفريد يكتمُ ضحكتهُ ثم أبعدَ يده عن رأس ماريُون و ابتسم بلُطف مُوضحاً

-" لقد مرّت فَترة طويلة مُنذ أن خَرجنا سويّةَ، و بما أنّي مُتفرغٌ الآن لم أشأ تضييع هذهِ الفُرصة للحديثِ معكَ و الخروج لاستنشاقِ بَعض الهواء، و أيضاً ... "-

أكمل حديثه بينما يرسمُ ملامحاً مَرِحة على تقاسيم وجههِ مُتأملاً وجه أخيهِ الصَغير

-" أنتَ تبدو أقبحَ بعشرةِ أضعاف عِندما تَبتئس، ماريُون. "-

صَمت المعني حينها و لم يَجد ردّاً مُناسباً سوى أنه رسم طَيفَ ابتسامة هادِئة على محاياه يُمحي بها تعابيرَ الحُزن عن وجههِ و نهضَ عن الأريكة لاحقاً بمالفريد، خرجا سويّة من المَنزلِ و قادَ مالفريد سيّارتهُ السوداء لعِدة أماكن مُختلفة، و لم يُضيع أي فرصة في فتح الأحاديث مع شقيقه الذي بدأ يستعيد طاقتهُ و حيويته كالسابِق بفضلِ قرار مالفريد بالخُروجِ من المَنزل

دِماءٌ مُتجمّدة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن