الفصل العاشِر

2.3K 182 114
                                    

| قُدرةُ لُويفَان |
.
.
.

-" شُكراً جزيلاً لِاستضافتكُم "-

بابتسامةٍ هادئة مليئة بالامتنانِ نطقَ يُوجين و هو يودّع آل هيبيلتن بينما كانَ العبوس يرسم طريقه لملامحِ رفيقهِ الأشقر اللّذي كان يقفُ لِجوار الباب غير راضٍ عن رحيل يُوجين بعد أن استضافوه حتّى تحسّنت حالتهُ نسبياً و باتَ قادِراً على الحراكِ و السيرِ بِشكلٍ طبيعيّ رغم أن جِراحه لم تلتئم بشكلٍ كُليّ بعدُ

-" اهتمّ بنفسكَ عَزيزي. "-

قالتْ واندا بنبرةٍ دافِئة لم تخلو من قَلقِها فرغمَ مكوثِ ضيفها لفترة لم تتجاوز الأربع و العشرونَ ساعة غير أنها بدأت تحملُ مشاعرَ الأُمومة تِجاهه فهو بِنظرها لا يزالُ طِفلاً بحاجة للعِناية و لعلّ داريُوس كانَ الشخص الوحيد الذي لم يتأثر بمغادرة يُوجين فمهما بدا للاثنين حوله بأنه أمرٌ مؤثر هو يحتاج للعودة لمنزلهِ في نهاية المطاف و لن يقبل العيش مَعهم للأبد

-" رافقتكَ السلامة. "-

هتفَ بندقيّ الشعر بابتسامة صَغيرة مُودعاً فبادلهُ يوجين إياها ثمّ خرجَ من المنزل بهدوء فعادتْ واندا تكمل عملها و تتجهّز للخروج من المنزل هي الأخرى بينما رمى داريُوس جسده على أقرب أريكة بكسل شَديد في الوقت الذي بقيَ فيه دايلًن يحدّق بشرود للباب الذي خرجَ منه يوجين قبلَ لحظات دون أن يتحرك من مكانه و ذلك جعل أخاه يصنعُ عُقدة بسيطة بين حاجبيه و هو يتمتمُ مُخاطباً إياه

-" ما المُشكلة؟ أنتَ ستراهُ في المدرسة على أيةِ حال "-
-" أعلمُ ذلك .. أنا فقط أتساءلُ هل يملكُ يُوجين مَنزِلاً بالفعل؟ "-

همسَ دايلن بهدوء على عكسِ عادتهِ الشقيّة بينما انتصبَ داريُوس جالساً و هو يُطالبُ بتوضيح فاستأنفَ دايلن حديثهُ بنبرة أكثرَ قلقاً و حِيرة

-" طوال المدة اللّتي مكثَ فيها مَعنا هو لم يجري أي اِتصال أو ما شابه لِيُطمئِن عائلته، كَما أنه يرفضُ البوح عن مكانِ منزلهِ عندما سألتهُ سابِقاً "-
-" أنتَ تفكّر بشكل مُبالغ فيه دَاي، لقد بقيَ الفتى لِلصباح فَحسب رُبما هو سيُجري اتصالاً في طريقِ عودتهِ و بخصوص مكان منزله فَتِلكَ شؤونهُ الخاصّة و من حقّه عدم البوح بها لأي شخص. "-

عبسَ وجه دايلِن بطفوليّة أكثر من ذي قبل و اتّجه لغرفته بصمت تحتَ أنظارً داريوس المُتململة فهو يرى أن أخاه يقلق على لا شيء و ما باليد حيلة بخصوصِ ذلك لِذا فضّل إكمال قراءة أحد كُتبه ببساطة و هو يعاودُ الاستلقاء على الأريكة بينما غرقَ الأشقر في أفكارهِ السوداء و تخيّلاته التي لطالما اتصّفت بالمُبالغة.

دِماءٌ مُتجمّدة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن