الفصل الخمسون.

942 117 103
                                    

| الوَرِيثة |
.
.
.

-" هدّئِي من روعكِ فِيرا "-

فيونا تحدّثتْ و هيَ تقطبُ حاجبيها غير راضِية على مزاجِ شَقيقتها المُتعكّر واللّذي أصبحَ أكثرَ فظاعةً بعدما شاهدَ الجميع إيدجار و إيدولاس يَهويانِ و يعلقا تحتَ القُبّة النارِية تِلك مع مصيرٍ مَجهول
كانتْ فِيرانسيا تبدو قَلِقة جِداً و هي تضمّ تريسي إليها بينما داريُوس وقفَ بقربها دونَ أن يُعلّق رغمَ قلقهِ هو الآخر

-" لافرَانس ! "-

روسلان تحدّثَ بصوتٍ عالٍ عِندما رأى إيلْيوت و هو يُحلّق فوقهم فاضطرّ ذلكَ الأخير لِلهبوط إليهم قاطِعَاً جولة بحثهِ عن زميلهِ و مُلبياً نِداء الأمِير مع ملامح شِبه مُضطربة و هوَ ما زالَ يضغطُ عَلى خاصِرته اللّتي ما إن شَاهدها لُوسيوس حتّى هتفَ باِنفعال و قَلق

-" هَل هذهِ إصَابة ؟؟! "-
-" مامِن داعِ لِلقَلق، إنها قيدُ التجددّ الآن "-

قالَ بنبرةِ حاولَ جعلها هادِئة و متّزنة قدر اِستطاعته، ليسَ فقط ليُزيلَ قلقَ لُوسيوس بل ليُخبر الجميعَ بصورة غير مُباشرة أنّ النُخبة لن ينهزموا بهذهِ السرعة فلا خوفَ عليهم
روسلان تفهّمَ الوضع مُباشرةً و أخذَ يسأله عنِ طريقةٍ لإخراجِ الجميع من الحدود قبل توسّع الكارِثة و حصولِ مالا يحمدونَ عقباه جَميعا
فصرّح إيلْيوت أنّ أولويتهِ تكمنُ حالياً في إخراجِ المَلِك من الأسفل قَبل أي شَيء و ذلك جعلَ روسلان يومئ إيجاباً بسرعة مُعتذراً عن مُقاطعته له من دونِ قَصد، فضربتهُ فِيرانسيا على رأسهِ و هي توبّخه بِصَخب

-" لَقد عطّلتَ عمله في إنقاذِ إيد و جَلالته من أجلِ هَذا ؟! "-
-" خَـ.. خالتِي إن لكِ قَبضة فولاذيّة "-

تمتمَ روسلان و هو يحكّ رأسه بألم و عبوس، و قَبل أن يحدثَ أي شيء آخر ظهرَ ماكسِيم مُتجهاً نحوهم و هوَ يصرخُ بنبرةِ آمِرة

-" اِبتعدوا عنِ المُقدمة و عودوا لِلخَلف، يُوجد مُسلحين بِرصاصاتٍ حارِقة "-
-" ما اللّذي يحدثُ ماكسِيم ؟! أينَ ذلك الشابّ الآن؟؟ و ما اللّذي سيحدثُ لِجلالته؟؟ "-

فِيونا أمطرتهُ بِتلك الأسئلة و هي تجذبهُ من ياقةِ قَميصه بشدّة فتنهّد بينما يُدير وجهه لِلجهة الأخرى حيثُ جاء منها

-" جُودِيث تواجِهه، هُجناء السُلالة مع بعضِ أفرادِ النُخبة يحاولونَ إخمادَ الحريق الأزرق لكن يَبدو أنه ليسَ عادِياً و أنه يعودُ لِقدرة أحدهم .. "-
-" هَل تقولُ أنه غير قابِل لِلإخماد؟؟ أنتَ تُدرك أن لا وقتَ لنُضيعه ! "-
-" أُدرك ذَلِك .. لِهذا نحنُ نحاول السيطرة على الأمور بسرعة و إخراجهما من هُناك .. المُشكلة أن تِلكَ الأعمدة تعود لقدرةِ ذلك الشاب و لَسنا ندري عن مدى صلابتِهَا بعد "-
-" مَاذا عن استغلالِ قُدرات النُبلاء الحاضرين هُنا؟ "-

دِماءٌ مُتجمّدة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن