الفصل السابِع عشر

2.2K 180 90
                                    

|لامبِرت فُولبِستِر|
.
.
.

-" دِيماركس، لا شيءَ لِتُحدّثني بِشأنهِ دونَ أدلّةٍ واضحة لِذا لا تَقُم بِتضييعِ وقتي بهذهِ التُرّهات، لقد مرّ على اختفاءِ ابني و زوجتي اثنا عشرَ عَاماً فكيفَ لهُ أن يظهرَ مِن العدمِ الآن كما تدّعي؟؟ "-

خاطبَ ذلكَ الرجلُ الأشقر الذي يجلسُ خلفَ مكتبهِ الراقِي مع العديدِ من الأوراقِ المُهمة أمامهُ سكرتيرهُ الذي دخلَ لِتوّه حاملاً أنباء مُستحيلة
هتفَ مُبرراً موقفهُ بإصرار و هُدوء رغم توتّره بعد ما سَيقولهُ

-" لكن سيد فُولبستِر، لقد وصلتنا أدلّة بِالفِعل .. "-

رفعَ الرجلُ الأشقر عينيهِ ذواتِ اللون الأزرق الأُرجوانيّ الداكِن عن أوراقهِ لمُحدثه الذي كان شَابّاً في بداية عقده الثالِث يقفُ باتزانٍ و هُدوء شَديد أمام مُديرهِ و شعره الفاتح يُصففّه للخلف بطريقةٍ عَصريّة

-" أيُّ نوعٍ من الأدلّة؟؟ "-

قالَ باهتمام و شكّ لِتأتيهِ الإجابة سَريعة من فمِ ديماركِس الواقف أمامهُ

-" صورٌ و تقاريرٌ و أيضاً عَيّنة للحمضِ النَوويّ. "-

ضيّق المُدير الأشقر عينيهِ أكَثر و هو يقلّبُ كلماتِ سِكرتيره المُخلص في عقلهِ لِبُرهةِ مِنَ الوقت، الحمضُ النوويّ حتماً سيكونُ السِتار الفاصِل بينَ حقيقةِ ما يُقال و زِيفه، إن حدثَ و كانَ حِمضَهُما مُتطابِقاً .. التفكيرُ بأنّ ابنهُ الوَحيد لا يزالُ على قيد الحياةِ في مكانٍ ما جعلَ قلبهُ يتراقصُ قلقاً من حقيقةِ مُقابلتهِ بعد كُل تلك السنين .. أخذَ نفساً عميقاً ثم تراجعَ بِكرسيه الجلديّ الداكِن لِلخلفِ و هو يستفسرُ بنبرةِ هادئِة مع رفعِ أحد حَاجبيهِ

-" من أينَ ظهرتْ كُل هذهِ الأدلّة فجأة؟؟ أرغبُ بِمُقابلة الشخص المَسؤول عن كُل هَذا "-

ترددَّ ديماركس قَليلاً قبلَ أن يُتمتم بنبرةِ يَشُوبها بعضُ التوتر

-" في الواقِع، هوَ ينتظرُ مقابلتكَ في الخارِج بِالفعل "-
-" أدخلهُ فَوراً ! "-

نهرهُ الأشقر بانفعال فكيفَ له أن يُثرثر بكلِّ هَذا و ذاكَ و يُبقي الرأسَ المُدبّر بالخارج و هوَ الذي صنعَ كُل هذه الفوضى بِنظرهِ، أومئ دِيماركس برأسهِ دلالةَ المُوافقة ثم تراجع بِسُرعة ليخرج من مكتبِ مُديره و ماهي سِوى بضعة ثوانٍ قبل أن يدخل الشخص الذي أحضرَ تِلك الأدلة لهذهِ الشركة قبل نصفِ ساعة

ما إن شاهدَ الأشقر ذلك الرجلُ الذي دخلَ بِقلنسوةٍ صفراءَ مُهترئة و بين شفتيهِ وضعَ سِيجارة رخيصة الثمن، عينيهِ الزَرقاء لم تكن تحملُ أيّ دلالةِ على الاهتمام كما لو أن الموضوعَ الضخم الذي قامَ بِفتحهِ لا يعني له شيئاً في الواقِع

دِماءٌ مُتجمّدة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن