الفصل السابع والستّون.

1.2K 113 102
                                    

| خِتامُ المَعركَة |
.
.
.

-" لَقد أخبرتكِ ألّا تُعطيهِ له ! "-
-" حَياتكُم أكثر أهميّةِ من مُجرد مَبنى ! "-

صَرختْ نِيلّي بنفاذِ صَبر و هيَ توبّخ آثلِرد حينَ قالَ ذَلِك باِستياءٍ خالطَ قَلقه بسببِ إعطاءِ نِيلّي زرّ التفجير ذاك لِجِيمس مُقابلَ أن يَترك الصِغار و شأنَهُم، فِي قرارةِ نَفسه، هوَ كانَ يعلم أنّها فعلتْ ذلك لا إراديًْا و دونَ شعورٍ منها أثناء اِحتوائها لجسدِ اِبنها المُغشى عليهِ نَتيجةً لتوتّرها و خوفِها من خَسارتهِ، لِذا ربّما لا يجدر بهِ لَومُها على ذلك

فِي الجانِبِ الآخر، جَسد مِيشيل أصبحَ ثَقِيلًا فَجأة كَما لو كانَ يزنُ أطنانًا فعَجِزت هيَ عنِ الحِفاظ على تَوازنها فوقَ قمّة ذَلك السِياج الضَخم و تَرنّحت لِلأمام تُوشِك على فِقدان وَعيها، و كانَ وُقوعها من تِلكَ المَسافة لِيَكون مؤلِمًا لَو لَم يتدخّل لِيونهارد فِي اللّحظة المُناسِبَة لِيَلتقطها بِذراعٍ واحِدة بعدَ أن قفزَ متشبّثاً بالسور و حصلَتْ بفضلِ ذلكَ على هبوطٍ سَلِس و متوازِن

سارعَ فِي جعلِها تستلقِي على ذِراعهِ ثمّ هتفَ بِقَلق

-" مِيشِيل ! هَذا مُبالغٌ فِيه ! "-

كانَ يقصد إفراطَها فِي استعمالِ مِيزَتِها لِسحبِ العَشرات دفعةً واحِدَة و فِي آنٍ واحِد، و ذَلِك أثّر عليها بشكلٍ سَيء بِلا شكّ، فَناهِيكَ عن يَديها الدامِيَة و أنامِلها المجرّحة، عيونها الذابِلَة كانتْ أيضًا لا تبشّر بأيّ خَير
و رغمَ ثِقل لِسانِها إلا أنّها تمكّنت من إطلاقِ ضَحكةٍ صَغيرة مُرهَقَة

-" لَا تَستهِن بِقائدتكَ لِـ.. لِيون، و الآن .. "-

أمالتْ بِجَسدها على جانِبهِ و هيَ تتخّذ وضعيّة اِستلقاء مُريحة تحتَ أنظارِه القَلِقة و غيرِ الراضِيَة عن تصرّفها المتهور، ثمّ أكمَلتْ بنبرةٍ ناعِسَة و خافِتَة خالطتْ إنهاكَهَا

-" دَعنِي أغفو قَلِيلًا. "-

و خارتْ قواهَا المُتبقّية لِتستسلمَ لِلنوم العمِيق فوقَ ذِراعهِ فأطلقَ هوَ زَفِيرًا بِاستياء آمِلًا ألا تَكونَ حالتُها سَيئة لِدَرجةٍ حَرِجة، و أن تستعيدَ كلّ طَاقتها بِمُجرد اِستيقاظِها لاحِقاً
فالجميع يَعلمُ أنها قويّة بِمَا فيهِ الكِفاية لِتَصمد أمامَ ماهوَ أشنع مِن هَذا
فاختيارها لِتَكونَ قائِدة النُخبَة، لَم يَكُن من فَراغ.

رفعَ لِيونهارد بعد ذلكَ رأسه و أداره ليُشاهدَ القَصر المُشتَعِل مع تَقطيبة شديدة حولَ حاجِبيهِ، لكنّ الجانِبِ المُشرِق أن تِلكَ النِيران - على الأقل - لَم تَكُن غير قابِلَة لِلإطفاء مِثلما كانتْ عليه نِيران قبّة أعمدة فلادمِير الزَرقاء فِي السابِق
لِذا .. إخماد القَصر لَن يكونَ سِوى مَسألةً وَقت
نهضَ بعدها يحملُ جسدَ مِيشيل بينَ يديهِ لِيَضعها في مكانٍ آمِن بعيداً عن هَذا الضَجيج

دِماءٌ مُتجمّدة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن