| المُذنِب بِلَا ذَنب ١ |
.
.
.- حدود النُبلاء - هِيلفَاسنُو -
يُصاحِب الغروبُ عَادةً مشاعرَ دافِئة و أجواءًا مَليئةً بالسكونِ و الرّاحة، هوَ ذلك الاستراحة القَصِيرة ما بينَ شوطِ ضياء الصباحِ و سوادِ الّليل حيثُ يفصلُ النهارَ من نَقِيضه و يرتّب عرشَ كَبِد السماء لِيتربّع عليهِ القرص الفضّي أخِيرًا
لَكِن كُلًا من الهُدوء و الطِمأنينة لَم يكونا من ضِمن حاضري تِلكَ المأدبَة المسائية .. تحديدًا فِي قصر عائلة إيليانُوف، حالةُ هَيجانٍ عاجِلَة انبثقتْ وسطَ جُدرانِ ذلكَ المنزل الشاسِع و قَلبتْ الأجواء الشاعرية لأخرى مُرعِبة و مُقلِقَة عِندمَا ثارَ الاِبن الأكبر ذو الخمسةِ وَ الثلاثونَ رَبِيعًا و تسببّ بِفَضوى عارِمَة
كانَ يَمشي مُمسِكًا شعرَ زوجتهِ الّتي هَرِعتْ قبلَ ربعِ ساعة لتهدئتهِ لاشعوريًا من فرطِ خوفِهَا و حصلتْ على مَيتة سريعة فِي غضونِ دَقيقتينِ حينَ غرسَ هو ذِراعه مُخترقًا صدرِهَا و مزّقَ بذلكَ قَلبها، القَلبُ الّذي لم يحبّه يومًا و استغلّ منصبه و سَذاجته فَحسب .. اِكتشف مُتأخرًا جِدًا أن المرأة الّتي ضحى بكلّ شيء من أجلِها لَم تكن سِوى أفعى سامّة تحاول السيطرةَ عليهِ و اتّضح أنها تخونهُ طَوال تلك السنواتِ العَشر الّذي قضوهَا معًا .. بالنسبةِ لِسببٍ كَهذا، فَالهيجان كانَ ردّة فِعل مُبالغ فِيها .. لِذا كانَ على النُخبَة التحقيق فِي أمر ذلك الرجلُ و خلفيتهِ أكثر لاحِقًا.
اِنطلقتْ بخفّة و هيَ تصرخ مُحذرة الجَمِيع بصوتِهَا ذو البِحة و بنبرةِ آمِرَة
-" اَخلوا القَصر بأكملهِ !.. لَن يُجدِي مُجرد الاِحتماء فِي الغُرف المُغلَقة "-
ثمّ قَطبتْ حاجِبيها و هيَ تُشاهد الرجلَ الهائِج يَقذفُ بجثّة زوجتهِ بعيدًا فسارعتْ هي باِلتقاطها قَبل أن ترتطمَ بالحائط .. كانَ مِنَ الواضِح أنّ زوجته لَن تَنجو من تِلكَ الإصابة إلا أنّها أرادتْ التأكد قَبل إعلانِ وَفاتِها رسميًا
حاولتْ وضعَ الجثّة فِي مكانٍ آمن و عادتْ لِتلتحمَ بالرجلِ الهائِج رِفقةَ زمِيلها و مُحاولة السَيطرة عليهِ فانخرطا معه فِي قتالٍ شَرِس لم يَكونا لِيصمدا فيهِ لولا أنهما كانَا أحد أفرادِ النُخبَة القادرينَ على مُواكبة حالاتِ الهَيجان
ضحيّة واحِدة لَم يكن رقمًا سيئًا بالنظرِ لِلمصائب الّتي تخلّفها قوّة الهائجينِ عادةً .. ذلك ما فكّرت فيه و هيَ تصدّ ضرباتهِ بكلّ قوّتِهَا، و عِندمَا شعرَ خَصمها الهائِج بأنها تُعيق طَرِيقه لسفكِ الدِماء قذفها بأثقلِ أثاث وجدهُ بقربِه فرفعتْ هيَ ذِراعها مُباشرةً أمامَ وجهها و تصدّت لتلكَ الضَربة عن طريقِ تصليبِ ذِراعها لتغدو كَالفولاذ المَنِيع باستخدامِ مِيزتها الخاصة ثمّ تنهّدت بِقَلق
أنت تقرأ
دِماءٌ مُتجمّدة.
Vampire(مُكتَمِلة) نَحنُ نَسقطُ بِبُطئ نَحوَ الأعلى .. نتمسّكُ بآخر ما تبقّى من الأمل المُهشّمِ مُتظاهرينَ بالقوّةِ و القُدرة على الصُمود. دَعنِي أُخبركَ، الحَياةُ الهادِئة و المُسالمة لا تستمرُ للأبد دَعنِي أُنقذكَ، الأوهامُ لن تُبقيكَ قويّاً كما تظنّ دَع...