| اِنتقالُ التوأم |
.
.
.عيناهُ الزرقاء جالتْ تبحثُ عن مرادها بين حشودِ الطلبة حوله كَالعادة
استغرقَ الأمر ثلاث دقائق أخرى قبل أن يسمع صوتَ ماريون المَرِح و الذي كانَ يبحثُ عنهُ قبل لحظات خلفه-" صباحُ الخَير، داريُوس ! "-
التفت ذاك المقصود بسرعة للوراء حيثُ مصدرُ الصوت ليُقابل ماريون بابتسامتِه اللطيفة ذاتها .. بادلهُ التحيّة مُبتسماً بِبشاشة قبل أن يرمش عدة مرات مُتفاجأ مِن وجود إيريك و شقيقته خلف ماريون مباشرةَ مما دفعه لِمُخاطبة ماريون مُتسائِلاً بِحيرة
-" لِما إيريك و أُخته هُنا؟؟ "-
-" قررّا استكمال دِراستهما المنزليّة في مدرستي بعد أن أقنعا والديهما بذلك .. لقد قَالا أن تصميمها جميل كما أنهما راغِبان بارتيادِ الثانويّة منذ اليوم فصاعداً للخروجِ من المنزل و بما أننا في بِداية العام الدِراسيّ فقد كانتْ فُرصة جيّدة، بالإضافة لأن ذلك قد يقمعُ هوسَ هذا الشقيّ بهاتفهِ "-نطقَ جملتهُ الأخيرة و هو يرمقُ إيريك بسخرية قبل أن يستأنف رماديّ العينان حديث ابن عمّه بنبرة مرحة متجاهلاً نظرات ماريون نحوه مُخاطباً داريوس
-" كما سمعتَ، سنبدأ بارتياد الثانويّة منذ اليوم فصاعداً لِذا أظُننا سنتقابل بكثرة "-
أوماً له داريوس بالإيجاب مع ابتسامة عريضة على شفتيه قبل أن يتادركَ مُفكراً
-" ولكن هل ستكونانِ بذاتِ فَصلينا؟ "-
كانَ يقصدُ فصلهُ و ماريون غيرَ أن إيفا نفتْ ذلك بإيمائة منها ثمّ تحدثتْ بصوتها اللطيف مُصحّحة تساؤلات بُندقيّ الشعر
-" كلّا .. أنا و إيريك سنكون في سنتنا الأولى لِذا لن نتواجد في الفصل ذاته أو الطابق ذاته معكما لكننا سنلتقي في فترات الاستراحة "-
-" هكذا إذن .. "-تمتمَ داريوس مُتفهماً قبل أن يسمع أربعتهم رنين الجرس الذي أعلنَ عن بدء حصص الدوام الدراسيّ فأشارَ ماريون للتوأمان بأن يتبعاهُ لِمُقابلة المُدير و معرفة في أي شعبةٍ سيتمُ وضعهما بينما غادرَ داريوس متجهاً للفصلِ بمفردهِ
________________________
-" و تباً لِهذا "-
هتفَ أسود الشعرِ الذي كان يستلقي على أريكة مُمزقة بفوضويّة بنبرة متملمِلة يَشُوبها بعض الحِقد مُخاطباً الشاب العشرينيّ الجالس في مقعدٍ مهترئ أمام شاشة حاسوبهِ و حين لم يتلقى أي رد منه نهضَ عن الأريكة بتعابيرٍ منزعجة و هو يتذمّر قائلاً
أنت تقرأ
دِماءٌ مُتجمّدة.
Vampire(مُكتَمِلة) نَحنُ نَسقطُ بِبُطئ نَحوَ الأعلى .. نتمسّكُ بآخر ما تبقّى من الأمل المُهشّمِ مُتظاهرينَ بالقوّةِ و القُدرة على الصُمود. دَعنِي أُخبركَ، الحَياةُ الهادِئة و المُسالمة لا تستمرُ للأبد دَعنِي أُنقذكَ، الأوهامُ لن تُبقيكَ قويّاً كما تظنّ دَع...