الفصل السادس والعشرون

1.3K 126 105
                                    

| لِقاءٌ عَنِيف |
.
.
.

رمشَ داريُوس يستوعبَ ما قَالهُ إيلْيوت لِلتو، ولكن هَل قامَ بذكرِ فاسبِندر
جَال بذاكرتِه سَريعاً باحِثاً عن اسم "كولِن" ذاك، هوَ يتذكّر بأنه سبقَ و سمعه مِن قِبلِ أحد أفرادِ فاسبِندر، و سُرعانَ ما تذكّر بأنه الاسمُ اللّذي يَعود لعمّ إيفا حِينَ أخبرتهُ عَن حادِثة طفولة مَاريُون..
ضيّيق عَينيه القُرمزيّة لِلحظة، ثمّ رسمَ ملامِح الصدمة عَلى تقاسِيم وجهه حِين أدركَ توّاً أنه كولِن فاسبِندر، هو والدُ مَاريُون.

-" ما الخَطب، داريُوس؟ "-

تسائلَ لُوسيوس بِحيرة، لَم يُجبه داريُوس لأنه كانَ مشوّشَاً لِلغاية، لكنّه نظرَ صوبَ عينيّ إيلْيوت ذاتَ لونِ الغروبِ الدافِئ و هَتف

-" هَل لِي بأن أعرفَ المَزيد عنه؟ أقصدُ كولِن فاسبِندر ذاك؟ "-

انتابهُ فضولٌ شَديد لِمعرفة شخصيّة والِد رَفيقه العَزيز، لا يُمكنه إخفاء شعورُ السعادة لَدى ذِكرهم لآلِ فاسبِندر، هوَ يرغبُ بإخبارهم كَم أنه باتَ مُقرّباً مِن أفرادِ تِلك العائلة كَما يشعرُ برغبة في امتداحِهم و التحدّث بِخصوصِهم

-" آوه، كَما تَشَاء. "-

تحدّثَ إيلْيوت بهدوء مَع ابتسامَة دافِئة، لاحظَ البقيّة ملامحهُ الشارِدة حِينَ أردف بهدوء يُخاطبُ داريُوس لِجوارِه بَينما اتّخذَ مِن صخرةِ خلفه مَجلساً لهُ

-" لَقد كانَ كولِن فاسبِندر أحد النُخبة مِن النُبلاء، سمعتُ بأنه كَان الأذكى بينَ أشقّائه و كانَ فرداً مُميزاً في فاسبِندر، عائلته تمتّعت بسلطة مَركزيّة عالية و كانتْ مِن ضمن العوائِل النَبيلة القليلة اللّتي حَمَل أغلب أفرادها قوى مُميزة "-

ثمّ سحبَ نفساً عمِيقاً و أكملَ ينكسُ عينيهِ

-" كُولِن لَم يملك قدرة خاصّة، و مَعَ ذلِك أصبحَ من النُخبة، لكونِه كانَ شخصيّة تمثّل السّلام و الهدوء بشكلٍ مِثاليّ، كَما أنه تمتّع بقدرة قِتالية خارِقة فقد سمعتُ بأنّه لَم يهزمهُ أحدهم قطّ و شاركَ في الكثيرِ مِن قَضايا الهائِجين و تمكّنَ مِن إيقاف هَيجان تسعة أفراد بمفردِه. "-

بَدا الذهولُ عَلى داريُوس عَلى عكسِ الاثنين الآخرِين فَقد كانَ من الواضِح أنّهما عَلى دِراية بشأنِ هذهِ القصّة

-" لَطالما حَملَ كولِن ابتسامة دافِئة و لَطيفة عَلى وجههِ، كانَ يبدو كشخصٍ مِثاليّ بالنسبة إليّ، مع قوّته الهائِلة تِلك و ابتسامته الدائِمة و مُحافظتهِ على مشاعِره السلبيّة تحتَ أي ظَرف، كَان مبعوثاً مُتميزاً لِسلالة النُبلاء و مثلٌ يُضرب بِه، حتّى انتهتْ حَياتهُ و أمَسى مُجرّد ذِكرى لنا جَميعاً. "-

دِماءٌ مُتجمّدة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن