| اِستجواب |
.
.
.-" سأغادِر لِلمَدينةِ اللّيلة "-
-" هَل أنتَ جادّ؟ "-تحدّثَ الرجل ذو الشَعرِ الشائِكِ من فوقِ مقعدهِ بشيء من الاِنزعاج، فالتفتَ إليه رفيقه المَعنيّ ببرود و هُوَ يُجيب مُباشرةً
-" نحنُ بِحَاجة لإيصالِ تِلكَ المُستجدات إليه. "-
-" بَلَى، و لكن ليسَ بعدَ ما حدثَ مؤخراً يا رَجل، هَل تَنوي أن تَكشِفَ أمرنا لِلسُلالة، يَكفي أننا بِتنا مصدرَ شكّ بالفعل، فَالنتمهّل "-نكسَ عينيهِ دون ردّ، ثمّ تنهّد و أكملَ و هو يسحبُ مِعطفه الداكِن من فوقِ الطاوِلَة
-" لا تَقلق، لَن ألفتَ الأنظار .. كَما أنّ جَلالتهُ و أُمراء القصرِ الأولِ مَشغولونَ ببعضِ المَشاكِل فيما بينهم البَين الآن، جُونَاثان. "-
-" أتقصد الاِستجواب؟ "-
-" الأميرُ غافرِييل أخفقَ هذهِ المرة، يَبدو أنه لا يملكُ إدارة جيّدة على خططهِ "-
-" لَقد كانتْ غَلطة سموّ الأميرِ فِيكتُور "-
-" بَل إنّنا سَبقناهم بخطوة فَحسب. "-دخلَ أحدهم النِقاش فورَ أن حطّت قدماهُ عَلى أرضيّة تِلكَ الحُجرة، ثمّ بعثر بشعرهِ المُبلل يجففّه و هوَ يسترسل
-" أوَلاً، عَلينا حلّ ما خلّفه السيّد إيدولَاس من فَوضى في المَبنى الأول، و أيضاً.. "-
التفتَ حِينها للرجلِ الآخر صاحبِ الخَصلاتِ الذهبيّة المُميزة في شعرهِ الداكِن، و أكملَ كلامهُ بِذاته النَبرة السابِقَة
-" سأُرافقكَ، فِريدريك. "-
حِينها، أطلق ذو الشَعرِ الشائِكِ تنهيدة طويلة يائِسَة و هو يُغمض عينيهِ و يفركُ جبينه بأصابِعهِ يُحاول إبعاد الصُداع اللّذي أوشكَ على الانقضاضِ عليه بسببِ زميليهِ هَذان
-" فَقط لا تَجلِبا أية مَشاكِل، فنحنُ قَد نكونُ عُرضَة لِلمُراقبة الآن. "-
ثمّ حرّكَ جسده و عدّل وضعية جلوسه ليتّخذَ موقِفاً حازِمَاً و جادّاً جِداً و هوَ يُخاطبهم بنبرةِ مُحذّرة مع أعينٍ حادّة ارتسمتْ على مَحايا وجههِ البارِد
-" وَ إياكُما و الاِحتكاكُ بِسيرجي أو أحد رِجاله. "-
____________________
بَعد مرورِ يومٍ واحد على المأدَبة اللّتي تمّ إفسادُهَا بالفِعلِ، اجتمعَ المَلِك رِفقةً حاشيّته و بعضٍ من هُجناءِ السُلالة المقرّبون مع المتسببّونَ بفوضى الأمس
في إحَدى القاعاتِ المَلكيّة، جلسَ المَلِك على المقعدِ المُخصص له المُرتفع بِبضعة دَرجات، و حولهُ اِنتشرَ عددٌ قليلٌ مِن الحَرس، رِفقةَ رَجلينِ من السُلالة و امرأة.
على بعدِ بِضعةِ أمتَار أمامهُ، كانَ كُلاً من إيدولاس و فِيرانسيا اللّتي حضرتْ فَقط لأنّ داريُوس لم يَكُن لِيرغب بتواجدِ والِده مَعه بمفردهِ، فهوَ بالفعل لديهِ ثِقة مهزوزة بعدَ ما حَدث، و رغم أنّه لم يَصرّح بذلك عَلناً و لَم يَطلب منها الحضور، و لم يَكُن هناك أية داعٍ أو ضرورة لحضورها شَخصياً من الأساس، لكنّها أصرّت على مُرافقتهِ لِتجعله مُطمئناً بِما أن المَلِك لَم يُمانع وجودها
أنت تقرأ
دِماءٌ مُتجمّدة.
Vampiros(مُكتَمِلة) نَحنُ نَسقطُ بِبُطئ نَحوَ الأعلى .. نتمسّكُ بآخر ما تبقّى من الأمل المُهشّمِ مُتظاهرينَ بالقوّةِ و القُدرة على الصُمود. دَعنِي أُخبركَ، الحَياةُ الهادِئة و المُسالمة لا تستمرُ للأبد دَعنِي أُنقذكَ، الأوهامُ لن تُبقيكَ قويّاً كما تظنّ دَع...