الفصل الخامس والأربعون.

970 112 39
                                    

| صَقلُ المَهارات |
.
.
.

عِندما قالَ لُوسيوس ذَلِك بشرود، قطبَ فِيليب حاجِبيه بشدّة و هو يَنهرهُ بأن يُغلقَ فمه، روسلان بدا مُتضايقاً هوَ الآخر خصوصاً عِندمَا طأطأ دِيمتري رأسه يتحاشَى النظر لأيّ شخص
لكن أحدهم لَم يَلحظ الصدمة اللّتي اِعتَلتْ ملامِحَ داريُوس في تلك الأثناء

كُولِن فاسبِندر، هوَ والدُ صديقهِ العَزيز !
يتذكّر جيّداً الطريقة اللّتي تمّ إعدامه و زوجتهُ بِها من خِلال وصفِ إيفا لَها في الماضِي، يتذكّر أنه شعرَ بالأسَى و تأنيبِ الضَمير و هرولَ لِماريُون كي يفصح عَن كلّ شَيء يتعلّق به
و يتذكّر أيضاً وصفَ إيلْيوت لكولِن، لَقد كانَ يمتدحه في كلّ مرّة و لم يبدُ مُطلَقاً كشخصٍ قد يُقدِم على أي فِعل شَنيع يستحقّ القَتل

إذن .. لا يُعقل أن أديلمَار قامتْ بإعدامهِ فقط لكونهِ كانَ حامِلاً لميزة سَرقةِ القدرات المَشؤومة تِلك؟
أو ربّما فَعلوا.

لكن لِمَا حدثَ ذَلِك في وقتٍ مُتأخر، بعدَ أن أصبحَ أباً لأربعةِ أبناء .. هَل قامَ باستغلالِ ميزَتهِ في النهاية بصورة سَيئة كَما فعلَ كِينيال؟ لَقد قالتْ إيفا أنهُمَا خالفا قوانِينَ السُلالة الملكيّة فأيّ مُخالفة بالضبط كانتْ تقصدها؟

عقلهُ مَليء بالأسئلةِ و الاستفسارات، و قد غَرِقَ فيها لدرجةِ أنّه انفصلَ عن مُحيطه، تذكّرَ ماريُون لوهلة ..
لِما هوَ و بطريقةِ مَا يشعر و كأنه يقومُ بخيانتهِ عندما يُفكّر بأنه باتَ مُقرباً قَليلاً من أفرادِ سلالتهِ اللّتي سببت لهُ و لعائلتهِ الكَثير مِنَ الأذى ؟..
هَل سيكرههُ ماريُون إن رآه الآن؟

هَل سيضطرّ هو يوماً ما لِلاختيار بينَ سُلالتهِ و رفقائه القُدامَى بالمَدينة؟

نفضَ تِلكَ الأفكار السوداء من رأسهِ عندما أغلقَ قرمزيتاهُ بقوّة مُحاوِلاً تجاهل الأمر، و فورَ أن فتحهُمَا عادَ لمُحيطه السابِق و سَمِع بقايا شِجار على ما يَبدو، فِيليب حملَ ملامح غاضِبَة جِداً و هو يُحدّق بلوسيُوس اللّذي كان يبدو مُتضايقاً أيضاً، مِنَ الواضحِ أنّ لا أحدَ في الردهة كان سَعيداً آنذاك

فقررّ روسلان إنهاءَ الأمر بالتصفيقِ بضعة مرّات و هو يأمرهم بإغلاقِ الموضوعِ بأكملهِ و عدم فَتحهِ مُجدداً مُحطماً بذلك آمالَ داريُوس بالحصولِ على معلوماتٍ عن والِدِ صديقه اللّذي يُحيطه غموض شَديد على ما يَبدو
و من المُزعج أنه هوَ الوحيد الغير مُدرِك للأمر

لكن صورةُ آثلِرد قَفزتْ فجأة في مُخيلته
ذَلِك الفتى موسوعةُ تَمشي على قَدمين ! و لن يترددّ في إعلامه عَن القصّة و قتلِ فضولهِ و محوِ جَهله، لكن لِلآن .. ليتناسَى الأمر، لأنّ من الواضِح جِداً أن لا أحد هُنا يرغب بفتحِ الموضوع لسببٍ ما ..

دِماءٌ مُتجمّدة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن