الفصل الرابع

3K 239 107
                                    

| خُطّة جِيمس |
.
.
.

خرجَ من سيارة الأجرة بعد دفعهِ للحِساب و سارَ متوجهاً لمنزله .. توقفّت قدماه عن المشي يلمحُ ذاك الفتى الذي يسير مُتخفياً بينَ العامة و برأيهِ كان يبدو كمن يبحث عن شيء ما أو يهرب من شيّء آخر

اتسعتْ عيناه الزرقاء ما إن تذكّر هوية ذلك الشخص بعد رؤيته لشعرهِ الأسود الفاحم ذو التسريحة العصريّة .. هو لا يعرف اسمه أو شيء من هذا القبيل لكنه رآه مُسبقاً مع مالفريد يجرّه لسيارة الشرطة و رآه مرّة برفقة ماريون مُغادرين المدرسة مَعَاً

حاولَ جاهداً تجاهل الأمر و إكمال طريقه للمنزل كأنه لم يرى شيئاً و تجنب المشاكل و الفوضى التي سيجلبها لنفسهِ لكن فضوله لم يكن ليسمح لهُ بإكمال طريقه دون التطفل على ذلك الشخص و معرفة ما يخطط له خصوصاً أنه أدرك بأنهُ هاربٌ من المكان الذي يفترض أن يكونَ فيه لذلك قامَ بملاحقته سراً دون أن يجعل نفسه ملحوظاً قدرَ الإمكان فقد كانَ يحتفظ بمساحة كافية بينهما كي لا يتم كشفهُ

سلكَ أسود الشعر طريقاً فرعية بعيداً عن الناس ليتبعه داريوس بهدوء لكنه سرعانَ ما صُدِمَ ب اختفائه تماماً كما يحدث في الأفلام عندما يفقدُ البطل ضالته في زقاق مُظلم بعد ساعاتٍ من الملاحقة
كم يكرهُ الأزقة و الطرق الفرعية خصوصاً إن كانَ ذلك بالليل فهي تبدو كالثقوب السوداء التي تخطف أياً من يدخلها

عادَ خائب الآمال يكمل طريقه للمنزل حيث يُفترض به فعل ذلك بينما كانَ جيمس يراقبه من أعلى البناية التي كانت لجوار الزقاق حيث قفزَ إليها بسرعة كونه مصاص دِماء قبل وصولِ داريُوس إليه و ذلك جعله شبه مخفي بالنسبة له
ابتسم بمكر بينما يراقب ابتعاد داريُوس عنه فأكملَ هو الآخر طريقه لهدفهِ المجهول فهو لم يهرب من رِجال الشرطة عَبثاً

__________________

بزغَ فجرُ يومٍ جديد على أصوات الطيور المغرّدة فنشرتْ الشمس أشعتها الدافئة تلامس كل منازل المدينة و تنير الطريق من جديد بعد رحيل قرصِ السماء الفضّي عن المكان

فتحَ هوَ عينيهِ العُشبية بخمول واضح و نهضَ جالساً على سريره يحاول إقناع عقله أنه استيقظَ بالفعل و لن يأخذ خمس دقائق أخرى في النوم و ذلك جعله يتثائب بنعاس و ينهض من مكانه يتّجه لدورة المياة بعد أن ألقى نظرة على ساعة المنبه لجوار سريره و التي كانت تشير للسادسة و النصف صَباحاً
إنها المرة الأولى التي يستيقظُ فيها دون منبّه و ذلك يعدّ إنجازاً يفخر به !
ليس و كأنّه شخص كسول لكن بطريقة ما هو اعتادَ الاستيقاظ على صوتِ مُنبهه المُزعج

-" داريُوس عزيزي اذهبْ و أيقظ أخاكَ لابدّ و أنه لا يزالُ نائِـ... "-
-" لقد استيقظتُ بالفعل أمي ! "-

دِماءٌ مُتجمّدة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن