الفصل السادِس عشر

1.8K 167 82
                                    

|أَنباءٌ صَادِمة|
.
.
.

بعدَ أن اطمئنَ على سلامةِ دايلِن بنفسهِ و شَعرَ بالارتياح الشَديد لِكونهِ لا يزالُ حيّاً بل لِكونهِ لا يزالُ بَشريّاً همَّ بِمُغادرة غُرفة المَشفى لَولا أنّ الأشقر استوقفهُ بِنبرةٍ مُتسائلة

-" إلى أينَ أنتَ ذاهِبٌ؟ "-

سؤاله ذاكَ و رُغم بساطتهِ و مُلائمتهِ لِلموقف لكنّهُ جعلَ يُوجين يقفُ كَتمثالٍ مَيّت أمامَ البابِ الأبيض الذي كادَ أن يفتحهُ لِلرحيل، إِلى أين؟.
بشكلٍ مُفاجئ كانَ لِذلكَ السؤال القصير وقعٌ عَنيف في نفسهِ و الذي ترددّ كَثيراً قبلَ أن يُجيب بِنبرةِ هادِئة دونَ أن يلتفتَ لِمُحدّثه

-" سَأعودُ لِلمنزل. "-

قطبَ داريُوس حاجبيهِ من فورهِ و هوَ يُتمتمُ بِنبرة أكثرَ هُدوئاً مِن خاصةِ أَخيهِ

-" هل تَنوي العيشَ وَحيداً هُناك؟؟ "-

طوالَ تِلكَ الفترة القَصيرة التي قَضاها يُوجين مَع دايلِن في الغُرفة لم يَكن ينظرُ لداريوس مُطلقاً بل كانَ بِمعنى أدق يَتحاشَى النظرَ إليهِ، فرُغم أنه خلّصه مِن عذابٍ كانَ يُلاحقه لِخمسِ سنوات ماضيه سِوى أنه السببُ في كونهِ باتَ وَحيداً الآن .. ليسَ و كأنّه يلومهُ على قتلِ سامُويِل فَفِي النِهاية هوَ أرادَ التخلّص مِنهُ بِشدّة لكنّه فقط كانَ يُحاولُ ترتيبَ أفكارِه بخصوصِ العَيش مِن اليومِ فَصاعِداً
و حتّى إن اضطرّ لِفعلِ ذَلِك ..

-" بَلى. "-
-" لا تَكُن سَاذجاً، أنتَ مُجرد فَتى في الخامِسة عَشر كَيف لكَ أن تَعيش بِمُفردكَ في ذلك المنزل الضخ... "-
-" إنه مَنزلِي ! سواء كانَ ضَخماً أو مُنعزلاً أو مُخيفاً أو كَئيباً فهوَ المكانُ الوَحيد الذي أعودُ إليهِ "-

قاطعَ يوجين حديثَ داريوس حِينها بنبرةٍ مُنفعلة رغمَ هُدوءِ صوتهِ و ذلكَ جعلَ داريوس يَخرسُ تِلقائياً و عُقدةُ حاجبيهِ تَزداد، حتّى و إن لم يُقنع داريوس فهوَ جعلهُ يصمت مُرغماً ففي نهاية المَطاف هو مُحق فيما قاله، إنه منزلهُ و يحقُّ له العودةُ إليه
ليسَ و كأنّ وجودَ سامويل في السابق كان سَيُحسّن الوضع على أيةِ حَال، كونهُ يَعيش وحيداً حتماً سيكون أفضل من وجهة نظرهِ

-" لِما لا تعيشُ مَعنا إذن؟ "-

بذاتِ عفويته الساذجة نطقَ دايلن بعد تفكير قَصير مُقترحاً بينما يرفع سبّابتهُ في الهواء مع ابتسامةٍ لَطيفةٍ على وجههِ المُشرق و ذلكَ جعل داريوس يرفع حاجِباً و هو ينظرُ إليه باستغراب بينما جَفِلَ يُوجين مكانهُ مُتصنّماً لِسماعِ ذلك الاقتراح الذي لم يكن لِيُفكر به أي شخص واعٍ بينما ارتسمتْ ابتسامة صغيرة على فم واندا فهي تعشقُ جانبَ دايلن العفويّ هذا مهما كانَ سخيفاً في نظر الكَثيرين

دِماءٌ مُتجمّدة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن