الفصل التاسع والأربعون.

969 119 78
                                    

| بِدايةُ الإبادة |
.
.
.

كُرات الثلجِ الناعِمَة اللّتي تهاوتْ من السماءِ لِتُلامس الأرض برقّة رسمتْ لوحة مُبهرة عندما تناغمتْ مع تِلكَ الإضواء الفريدة من نوعِها والمُنتشرة في جميعِ أنحاءِ الحدود المَلكيّة تزامناً مع تعانقِ عقارب جميع الساعاتِ هُناك لتُشيرَ لِلسابعة مَساءاً
البوّابات المُغلقة على الدَوام فُتحت ترحّب بالشخصيّات المُهمة اللّتي دخلتْ عبرها و بعضِ العوائلِ النَبيلة من الطبقةِ العالية والمتوسّطة، بل حَتى الهُجَناء ذوي المكاناتِ العالِية قد حَضروا.

أعدادٌ كَبيرة من مصاصيّ الدِماء من جميعِ السُلالات انتشروا باِنتظام في أكبرِ مَنطقة مفتوحَة خارِج القصر الأول الرئيسيّ لأديلمَار استعداداً لحضورِ الحدثِ الأكبَر و الأكثر أهميّة على الإطلاق، إنهم مَدعووّن لِمُشاهدة الترسيم الرسميّ للمَلك الجَديد ككلّ مرّة و اللّتي سيحكمُ أنحاء السُلالات مُنذ اليوم آمِلين أن يصبح عهدهَا عهداً مليئاً بالسلامِ و المَحبة و خالِياً من المشاكِل و النِزاعات، و أن تغدو حاكِمَة عادِلَة و مُنصِفة و مُطّلعة على كلّ صغيرة و كَبيرة
ما بينَ مؤيدٍ و مُعارض، و صغيرٍ و كَبير و عزيز و ذَليل
ذلكَ كان حالُ الحاضِرين آنذاك

انتشر عددٌ كَبير من الطاوِلات الفاخِرة لتوفيرِ مجلسٍ مُلائم للضيوف، و بقيّة أفرادِ المكاناتِ المتوسطة أو غيرِ المَرموقة كُفاية اكتفوا بالوقوفِ بعيداً نِسبياً لكن قريبين كِفاية لِمُشاهدة كلّ شَيء بوضوح من أماكِنهم

كانَ هو يجلسُ على إحدى الطاوِلات المُهمة في السطور المتقدّمَة، و رغم أن الأجواء حوله لَم تَكُن هادِئة لذاك الحدّ لكن عقله كانَ شارِداً من كلّ هذا، تفكيره رحلَ بعيداً جداً رغم محاولاتهِ جاهِداً لتخطّي الأمر و الصمود لِساعاتٍ إضافيّة فَحسب

قرمزيّتاه تحركتا بذبول واضِح ليُشاهدَ قريبه ذو المزاجِ الحادّ واللّسان السليط، يبدو بخير تَماماً و هوَ يضع يده على عنقهِ اللّذي كانَ مكسوراً بالأمس و من الواضِح أنه كانَ يتذمّر و يشكو لِديمتري اللّذي كانَ يجلسُ في مقعدٍ بقربه على نفسِ الطاولة
بالتفكيرِ بالأمر فَهو بالفعل لم يسبق لهُ رؤية والِدا دِيمتري من قبل، و لِلتو لاحظَ أن الفتى كانَ مُلتصقاً بِفيليب و عائلته طوالَ هذا الوقت، لدرجة أنه باتَ كالظلّ له .. فَأينما وُجِدَ فِيليب فستجد ديمتري مَعه، والعكس صَحيح
يبدو أن أسرة فِيليب قَد تبنّته ليصبحَ فرداً منهم نظراً لوجودهِ في طاوِلتهم على الدَوام

ثمّ حرّك بصره مُجدداً ليُشاهدَ أسرة رفيقِ والِده و شَقيقة زوجة أبيه، ماكسِيم و فيونا كانا بارزين بصورة لافِتَة كثنائِي مُميز بملابِسهم الأنيقة تِلك
و على ذاتِ الطاولة شاهدَ لُوسيوس و روسلان قَد ارتديا ملابِسَ بتصميمٍ مُتشابه جِداً، و رغمَ أن شعرَ روسلان قد طالَ مُنذ آخر مرة قصهُ فِيها ليُصبح بطولِ شعرِ شقيقه كَالسابِق سِوى أنه أصبحَ الآن قادِراً على التفريق بينهُما بسهولة

دِماءٌ مُتجمّدة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن