"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثالث والثمانون_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
______________________يا مَن لا يُنقِصُ مِن مُلكِه رِزْقُه،
ولا يُزيدُ فيه مسألةُ عبادِه،يا مَن لا يُعجِزُه إنسٌ ولا جِنٌ
ولا أحدٌ مِن خلقِه ولا شيء، يا ربّ العالمين..
نجّني مِمّا أخاف وأحذر،
أدخِلني برحمتك اللهُمّ في أمنِك وجوارك.باسمِك اللهُمّ وقُدرتِك أعوذُ مِن شرِّ ما أجدُ وأُحاذِر،
أعوذُ بكلماتِ اللهِ التّامّات مِن شرِّ ما خلق،
أعوذ بالله السميع العليم مِن الشيطانِ الرّجيم
من همزِه ونفثِه ونفخِه.باسم اللهِ على قلبي حتّى يسكُنَ
باللهِ الملك مالك المُلك ذي الجلالِ والإكرام.
ولا حولَ ولا قُوّةَ إلّا بالله._"مناجاة"
____________________________________سيدي رُبما أبدو لكَ بعمر الشباب..
لكن المؤكد أن قلبي من الحزن قد شاب، فنحن نحمل فينا القلوب التي سبقت أعمارنا وكأننا كبرنا قبل سابق الأوان، حيثُ هنا في تلك المسارات التي تدور بنا ونحن فيها مُنساقين، كانت القلوب تتحرك وتسبق أعمار أصحابها لتبدو أكبر مما هي عليه، فأنا شابٌ لكن قلبي مليءٌ بالعجزِ، أنا حُرٌ لكن داخل قفصٍ..
وما فائدة الأجنحةِ إن كان الطير حبيسًا داخل قفصه وحُلمه فقط أن يلمح السماء؟ ما فائدة الحُرية إن كانت بداخل سجنٍ كبير الحجم يكبل المرء ويطغى فوق الحلم؟
وما فائدة المُسميات إن كانت تخلو من المعاني؟…
سيدي يؤسفني اخبارك أن القلب حقًا قد شاب
والعمر هُنا لا يُقاس بالأيام، وإنما أصبح يُقاس بالذكريات، فكم هي أعمارنا كي تقاس بذكرى الأمس حتى يُبنى عليها القادم؟
فنعم أنا شاب لكن قلبي من قهر الدنيا شاب،
زنعم خصلاتي لازالت حالكة السواد،
وياللعجب قلبي أيضًا يحاوطه الظلام شديد السواد، والعُمر يغطي رأسه الشيب رغم أن رأسي تتشح بالسواد..
سيدي أهلًا بك في بلادي، بلاد الغُرباء،
تلك البلاد التي تحتضن كل غريبٍ، وتقوم بطرد أبنائها،
فنعم أنا ابنٌ لها ولازالت بعمر الشباب،
لكن القلب بين الضلوع أصابه العجز ورأسه حقًا شاب..!!<"ثمن العودة كانت تكلفته كسرًا في الروح">
هذا الطريق البعيد الذي قطعناه ولفظنا به آخر الأنفاس حينما عُدنا منه فقدنا هُناك جزءًا من الروحِ، هذا الطريق الذي توجهت بنا كل المسارات إليه حتى خُضناه بالإجبار كانت العودة منه أصعب ما يمكن للمرء أن يختبر، وكأن الروح كانت ثمنًا لخوض هذا الطريق، فحينما عُدنا أدركنا أننا خسرنا وخسارتنا كانت فادحةً لم تعوض بشيءٍ، فهل للروح المكسورة من جبرٍ؟.
_كسروني…كسروني يا "إيـهاب"..
ألقاها بروحٍ مكسورة تُعبر عن قهره كرجلٍ تعرض للذُل والهوان، تألم وسكن العطب في روحه وآهٍ من تلك الروح المُتألمة التي لن يبرأ جرحها النازف، تألم كما الخيل الأصيل الذي أتته الضربة من خلف قدميه فأجبرته أن يخر راكعًا على عاقبيه أمامها جبانٍ لم يملك الجُرأة كي يواجه غريمه من وجهه، وإنما يلجأ للخفاء كي يضرب ويترك أثر ضربته…
أنت تقرأ
رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثاني
Randomالجزء الثاني من رواية غوثهم يا صبر ايوب للكاتبة المصرية شمس محمد بكري