"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل السابع والثمانون_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
______________________يا من تسمع الأصوات وإن خفيت
وتقضي الحاجات وإن عظمتوتجيب الدعوات وإن ثقلت،
وتغفر الزلات وإن كثرت،اللهم يا كريم يا ذا الجلال والإكرام
نسألك أن تكسينا حلل السعد والمهابة
وأن تحفظنا من الهم والكآبةوأن تلهمنا الدعاء أوقات الإجابة
إنك على كل شيء قدير.._"مُناجاة"
____________________________________للحُبِ العديد من اللُغات لم يُدركها إلا الفصيح..
ولأن الفصاحة قلما يمتاز بها البشر بذواتهم، نجد أن القلوب هي من تدفع المرء لتشكيل لغة الحُب الخاصة به، فكما كانت الطيور على أشكالها تقع؛ ستجد كل من يحب ينجذب لشبيه ما يُحب، ومن سمات القلوب وأهلها أن القلوب بذاتها تُبصر قبل العين، فالقلوب إذا صفت رأت، وإذا رأت اصطفت، وإذا اصطفت أحبت، وإن أحبت اختلقت في مكمنها الأُلفة لمن تُحب حتى لو كان المكان مزدحمًا؛ لكن المُحب إن أحب فهو لمكانه يصل..
نعم قد تجدينني فقيرًا في الكلامِ، لكني في لغة الحُب خاصتنا سأكون أنا لأجلكِ أفصح الناسِ، فهذا رُبما يكون لغة الحب الخاصة به هي مشاركة لحظاته المُميزة مع من يُحب، وذاك رُبما تكون لغة الحُب لديه أن يضع رأسه المُثقل على كتف من يُحب، ورُبما نجد من يُعبر عن لغة الحُب خاصته بعناقٍ دافيءٍ، ورُبما تتعدد وتتعدد اللغات وأنا لم أكن فصيحًا بهم جميعًا..
لكني أعلم أن قلبي يوم أن أحبك وإن لم يكن بلغات الحُب شغوفًا، إلا أنه لأجل عينيكِ أضحى في قراءة حديث المُقلِ فيلسوفًا..
حُبي لكِ بالغ الأفقِ لن يوفيه الكلامِ،
وحربي مع العالم لأجلك فقط انتهت بالسلام،
الآن قلبي مثل النيران وإن قلبك عن قلبي ذهب،
فمُدي يديكِ وامسحي فوق فؤادي، وبقول الأندلسيين
"ما أجدر الماء بإطفاء اللهب؟".<"مرة واحدة بغير تمهيدٍ يسلب الحق من اليد">
في مرةٍ واحدة بغير سابق إنذارٍ..
يُخطف الحق من أصحابه، هذا الحق الذي طُوِقَ بين الذراعين بقوةٍ وحُفِظَ بين الرمش والجفن؛هو بذاته الذي وإن سُلِبَ سقطت خلفه الرموش، وأُغلِقت لأجلهِ الجفون، فما عادت العين تُبصر وترى، وما عاد القلب يشتهي جدالًا مع الورىٰ،
فسلوا الحقوق قبل أن تسلبوها هل هي حقوق القلوب من بين كل الورىٰ، أم أن القلوب عند سلب الحقوق لا تُرىٰ..؟.في لمح البصر هجم على البيت كي يأخذ ابنة شقيقه المتوفي، خطواته يبدو أنها كانت مدروسة بما يكفي كي يمتلك هذا الكم الهائل من الثقةِ، وقفت "نـور" أمام "أحـمد" بفاهٍ فارغٍ ورفرفت بأهدابها تحاول أن تتأكد مما تُبصر وفي تلك اللحظة اقتربت منها الصغيرة تُعانقها بقوةٍ حتى لا يأخذها عمها، فتحدثت هي معه باللين تقول:
أنت تقرأ
رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثاني
Randomالجزء الثاني من رواية غوثهم يا صبر ايوب للكاتبة المصرية شمس محمد بكري